عودة السنونو...عبد الكريم سيفو _ سوريا

 

عودة السنونو

لماذا عدتِ من ذكرى بعيدهْ ؟

وأيقظتِ الحرائق , والقصيــــدهْ

وعاد القلب يخفق مثل طيــــرٍ

بأشــــــواقٍ , وألحانٍ فريــــــدهْ

كأنّ الأرض ترقص مثل روحي

وأزهـــــار الربى تبدو ســــعيدهْ

وهذا الليـــــل يهديني نجومـــاً

لأنهض في مداراتي الجديــــدهْ

تباغتني على عَجَلٍ لحـــــــــاظٌ

فيعلن خافقي الولهان عيــــــدهْ

وأحـــــلامي تطير بلا جنــــــاحٍ

وراح العمر يفتح لي بريــــــدهْ

رســـائلكِ التي أرســلتِ ســــرّاً

وصـــوتكِ لم يزل يلقي ورودهْ

أعود إلى رياضكِ كالسّـــــــنونو

وقلبي في الهـوى يرعى عهودهْ

حقولكِ لم تزل مـلآى , وروحي

كعصفورٍ أتى يشـــدو نشــــيدهْ

هنا التوت الذي يشـــتاق ثغري

ويعصر حين يلثمني وريــــــدهْ

هنا البحـــــر الذي يجتاح عمري

فيشربني , ويطلب أنْ أزيـــــدهْ

هنا التفاح , والرّمّــــــــان يغدو

حمامــاً خلف صقرٍ كي يصيدهْ

وخصــــــرٌ فاق إبداعــــاً لنحْتٍ

أراقصه , فيعزف لي قــــــدودهْ

كأنكِ جئتِ من عصر الجـواري

وجئتُ كســـــيّدٍ عدّى حـــدودهْ

أراكِ كشــــهرزادَ تميس غنجــــاً

تحرّر خافقي , ترمي قيـــــودهْ

فأغدو شــــهريارَ , وليس عندي

ســواكِ , فأنتِ فاتنتي الوحيـدهْ

تعالي نعجن الأشــــــعار خبـــزاً

لحبٍّ , كم حلمتُ بأن أعيـــدهْ

شــــريداً كنتُ دون هواكِ دهراً

فلا تبقي بلا حبي شـــــــــريدهْ

شـــــــتاء غرامنا كم كان صعباً

وجاء الصيف كي يُنهي جليــدهْ

عبد الكريم سيفو _ سوريا