رفيقة بدياري ...عيون الشعر
عيون الشعر
عيونُ الشّعرِ فجّرَهَا الفؤادُ
ونالَ الفضلَ في السُّقيا المِدادُ
تواترَت الدّلاءُ دلاءُ ضادِ
وماغاضتْ وماآنَ النفادُ
منَ الشُعراء من يرسُو ببرّّ
ومنهُم كالبحورِ له امتدادُ
ومنهُم طائرٌ في الجوّ يشدُو
ونسرٌ في مراميه ابتعادُ
خيالٌ في خيالٍ في خيالٍ
ولكنَّ الحقيقةَ تُستفادُ
فكلُّ العلمِ محدودٌ مداهُ
وعلمُ اللهِ يجهلُه العبادُ
كأنّ الشعرَ للناسِ المرايَا
فمن يدرِي؟! " إذا بانتْ سعادُ"
توجّسَ منه من يخشى مداهُ
بأعْمقِ مايُحَسُّ ومايرادُ
ولم يُنكرْ رسولُ الله ذوْدًا
ببيتِ الشعرِ والصحبُ الجِلادُ
متينٌ في قواعدِه رصينٌ
عموديُّ البناءِ له عمادُ
وأكبرَه العليمُ بسحْرِ معنى
وقافيةْ تقودُ ولاتقادُ
وللفقهاءِ في علمٍ وفهمٍ
قريضٌ يستدِلُّ به المفادُ
يلبّي الرّوحَ ماتدعُوه حالا
إذا أمرَت ففي يدِه الزّنادُ
على عجلِ تخطّفَهُ افْتكار ٌ
كما دررٍ معانِيه تصادُ
وبارقةٌ من الإلهامِ زُجَّت
لموضِعِها لتزدهِرَ البلادُ
لهذا الشعرُ يجعلني سعيدًا
ولو مرّت بي السبعُ الشّداد
ويوهِمُني وفي عمري عقودٌ
ويشغلُني فيهجُرني الوسادُ
فتحملُني القوافي حملَ موجٍ
ويُغرقُني المدادُ ولا أبادُ
بلاخوفٍ أعودُ ولا أبالي
فلالومٌ إذا حبِّي يعادُ
يظلُّ الزّهرُ محتملًا جمالًا
كذا الشعراءُ إن جارَ انتقادُ
التعليقات على الموضوع