الصورة الشعرية وخصوصيتها عند فاروق جويدة...رجاء احمد

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

الصورة الشعرية وخصوصيتها عند فاروق جويدة...رجاء احمد

 


الصورة الشعرية وخصوصيتها عند فاروق جويدة...


الصورة الشعرية وخصوصيتها عند الشاعر القدير فاروق جويدة ...
تعتبر الصورة الشعرية من أهم مقومات فن العربية الأول إلى جانب اللغة والإيقاع ، فهي التي تميّز بين الشعر الحقيقي وبين النظم المصمت ...
كما هو الحال في الشعر التعليمي ( كألفية ابن مالك ) .
فاللغة والإيقاع ليسا كافيين لإنتاج شعر جيد ، وإنما يجب تضفيرهما بالصور الشعريّة الجميلة ، لكي يرتقي النظم الإبداعيّ إلى لغة الشعر الحقيقيّة ...
من المعروف أن الخيال هو التربة الخصبة لكلّ إبداع شعريّ مُبهر ، وإذا تجوّلنا في شعر الشاعر الكبير فاروق جويدة ، نجد أن صوره الشعريّة تمزج بين البساطة والتكثيف ، وبين الإطلاق والتحديد ، في توافق رائع جعل من شعره الملاذَ الجميلَ لجمهور عريض من عشاق الشعر ...
وهذه بعض الصور الشعريّة الرائعة من خلال قصيدته ( لا تنتظر أحدًا .. فلن يأتي أحد.. ) ، حيث يقول معبّرًا عن الواقع المؤلم لحال أمتنا :
لا تنتظرْ أحدًا / فلن يأتيَ أحد
لم يبقَ شيءٌ غير صوتِ الريح
والسيفُ الكسيح / ووجهُ حُلْم يرْتَعِد
الفارسُ المخدوع ألقى تاجَه
وسط الرّياح وعاد يجري خائفاً
الفارسُ المخدوعُ في ليلِ الشتاء
يدورُ مَذعورًا يفتّشُ عن سنَد
في ليلة شتويةِ الأشباح
عادَ الفارسُ المخدوع مُنكسرًا
يجرّ جوادَه / جُثَثُ الليالي حولَه
غير النّدامةِ ما حَصَد
تركَ الخيولَ تَفِرّ من فرسانِها
كانت خيولُك ذاتَ يوم
كالنجومِ بلا عَدد ...
إلى أن يقول :
الفارسُ المخدوعُ ألقى رأسَه
فوقَ الجِدار
وكلّ شيءٍ في جوانحه هَمَد
لا شيءَ للفرسان يبقى
حينَ تنكسرُ الخيول
سوى البريق المُرتعِد
وعلى امتداد الأفْق تَنْتحِب المآذن
والكنائس .. والقِباب
وصوتُ مسجونٍ سجَد
هذا الزمانُ تعَفّنتْ فيه الرؤوس
وكلّ شيء ضمائرها فسَد ...
في نهاية القصيدة يقول الشاعر فاروق جويدة :
الفارسُ المكسور
ينتظرُ النهايةَ في جَلَد
عينانِ زائغتان / وجْهٌ
شاحِب
وبريقُ حُلْم في مآقيه جَمَد
لا تنتظرْ أحدًا / فلن يأتي أحد
فالآنَ حاصرَك الجليدُ / إلى الأبد ...
في هذه الأبيات عبّر الشاعر عن واقع الأمة في صورة شعريّة رائعة ... عبّر فيها عن الفراغ المؤلم ، وعن السيف الخشبي الذي لا جدوى منه ، وعن الحلم الذي يرْتَعد من قسوة هذا الواقع المُفزع ...
جاءت هذه الصورة الشعرية معبّرة تعبيرًا مُبهرًا ، فلم يعُدْ هناك ما تنتظره .. ولن يأتي أحد .. ( كما قال شاعرنا في بداية قصيدته وفي نهايتها ) ...
فاروق جويدة أشهر من النار على العلم ...
ومن باب التعريف السريع ...
فاروق جويدة شاعر مصري ولد في منطقة كفر الشيخ ، سنة ١٩٤٦م ، تخرّج من كلية الآداب والصحافة ١٩٦٨م ، بدأ حياته محرّرًا اقتصاديّا بجريدة ( الأهرام ) ، ثم تابع مسيرته إلى أن أصبح الآن رئيس القسم الثقافي بالأهرام ...
دمتم بخير .


رجاء احمد

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان