في حسن مطلع أقماري بذي سَلم...للشاعرة عائشة الباعونية..سحر البيان

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

في حسن مطلع أقماري بذي سَلم...للشاعرة عائشة الباعونية..سحر البيان

 

رجاء أحمد

في حسن مطلع أقماري بذي سَلم


في حسن مطلع أقماري بذي سَلم
أصبحت في زمرة العشّاق كالعلَم
أقول والدمع جارٍ جارحٌ مُقلي
والجار جار بعدل فيه مُتّهمي .
مطلع قصيدة في مدح النبيّ صلى الله عليه وسلم للشاعرة 🌹 عائشة الباعونية🌹
تُعرف عائشة الباعونية بالشيخة الصوفية الدمشقيّة والأديبة والعالمة ، نالت من العلوم حظًا وافرًا ، وأجيزت بالإفتاء والتدريس ، وألّفت عدّة كتب ، وكانت إحدى شاعرات ومُؤلِفات العصر المملوكي .
هي عائشة بنت القاضي يوسف بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبدالله بن يحيى بن عبدالرحمن الباعونية ، وتُعرف ببنت الباعوني نسبةً إلى( باعون) إحدى قرى محافظة عجلون ــ شمالي الأردن حاليًا
ــ وكنيتها “أم عبدالوهاب”، ولدت في دمشق عام ٨٦٥هـ الموافق لعام١٤٦٠م ، وتتلمذت على يدِ أشهر علماء دمشق ومشايخها ، حيث حضرت دروس الفقه والنحو والعروض على جملة من مشايخ عصرها مثل : جمال الدين إسماعيل الحوراني ، والعلامة محيي الدين الأرموي ؛ ثم سافرت إلى القاهرة ، واقتطفت حظًا وافرًا من العلوم ، وأجيزت بالإفتاء والتدريس ؛ ثم عادت إلى دمشق ، وعكفت على التدريس والتأليف زمناً طويلاً . تزوجت من ابن نقيب الأشراف في دمشق : الشريف أحمد بن محمد بن إبراهيم الذي ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهما ، ورُزقت منه بمولود ذكر اسمه عبدالوهاب وبمولودة أنثى اسمها بركة ..
كانت عائشة الباعونية امرأة فاضلة ، أديبة لبيبة عاقلة ، وعلى وجهها من الجمال لمحةٌ جمّلها الأدب ، وحلّتها بلاغة العرب ، وكانت عالمةً في النحو والعروض والتصوّف ، نهلت العلم والأدب على يد مشايخ عصرها في مدارس دمشق والقاهرة ، ومن مطالعاتها الخاصة ؛ إذ نشأت كما ذكرت في بيت علم ، ودين ، وأدب. وأجيزت في الإفتاء والتدريس ، وألفت عدة مؤلفات في الشعر والنثر
، وكان لها باع طويل في فقه المذاهب الأربعة ، وفي السيرة النبوية ؛ وقد برز ذلك عند نظمها قصائدها النبويّات ، ولها معرفة واسعة بالتصوّف ، عندما أدرجت آراء الكثير من المتصوفة في أشعارها ، واحتجت بآراء وأشعار ما لا يقل عن خمسين شاعرًا وناقدًا في شرح بديعيتها ، ونظمت الشعر في فنون شعريّة كثيرة كالموشحات والزجل والمواليا وغيرها ...
كانت صاحبة خطٍ جميل ، ولذلك تُعدّ من الخطّاطات المُبدعات ، وكتبت بخطها أغلب مؤلفاتها : من قصائد مدح ومن المصنفات في مجاليْ الشعر والنثر ..
أبرزها : الفتح المبين في مدح الأمين ، مولد النبي ، ومن مؤلفاتها المخطوطة أيضًا ديوان عائشة الباعونية ، ويسمى فيض الفضل ، وهو مؤلف من ست قصائد نبوية في مدح النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام ، ومجموع في كلام السيدة عائشة الباعونية في التصوف ، أرجوزة القول البديع ، وهي أرجوزة لخّصت فيها كتاب : القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع للإمام الحافظ شمس الدين السخاوي ، والملامح الشريفة في الآثار اللطيفة ، وهو يشتمل على إنشادات صوفية ، ومعارف ذوقية ، والفتح الحقي من منح التلّقي ، والمعجزات والخصائص النبوية. وغير ذلك من المؤلفات التي جعلت المؤرخين يصفونها بأنها نموذج مضيء في تاريخ الحضارة الإسلامية ، واعتبروها ــ أي المؤرخون ــ من أشهر نساء القرنين التاسع والعاشر الهجريَّيْن ، حيث عُرِفَت بكونها سبَّاقةً بين علماء جيلها في مجالات المعرفة ، كالفقه والسيرة النبوية وعلوم العربية ...
درس على يد عائشة جملة من العلماء الأعلام ، وانتفع بعلمها خلق كثير من طلبة العلم ، وترجم لسيرتها بعض من مُصنفي كتب الأعلام ، ومنهم المؤرخ خير الدين الزركلي في كتابه “الأعلام”، وحافظ الشام نجم الدين الغزي في كتابه “الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة”، والفقيه والمؤرخ ابن العماد الحنبلي في كتابه “شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب”. وقد وصفها الحنبلي بقوله : الشيخة الصالحة الأديبة العالمة ، أحد أفراد الدهور ونوادر الزمان فضلّا وأدبَا وعلمًا وشعرًا وديانةً وصيانةً. وهي أعلم نساء القرن العاشر الهجري ، بل قالوا : ربما لم يقم في تاريخ الإسلام بعد كبار الصحابيات والتابعيات مَن يشبهها في العلم والفضل والإجادة والتأليف ، كانت فاضلة الزمان وحليفة الأدب في كلّ مكان .. ذكر الإمام نجم الدين الغَزّي في كتابه “الكواكب السائرة” على لسانها أنها قالت : أهّلني الحقُّ لقراءة كتابه العزيز ، ومَنّ عليّ بحفظه على التّمام ولي من العمر ثمانية أعوام ..
أُدرج اسمها في موسوعة الشعر العربي في المجمّع الثقافي في أبوظبي ، وأثبت لها اثنتي عشرة قصيدة تضمّ ٣٢١ بيتًا ، كما أعلنت اليونسكو عامَي ٢٠٠٦-٢٠٠٧ م
عامًا عالميّا للاحتفال بمرور ٥٠٠ عام على وِلادة الأديبة عائشة الباعونية .
يقول د. حسن ربابعة في كتابه “عائشة الباعونية شاعرة” : درجت في بيت علم وفقه وأدب وقضاء ووجاهة ، وأفادت من بعض حلقاته وهي لم تشبّ عن الطَّوق بعد ، وتنشّقت عبَق العلم في خِدرها.
توفيت في السادس عشر من ذو القعدة عام ٩٢٢ هجرية الموافق ديسمبر ١٥١٧ م.
من اهم قصائدها الفتح المبين في مدح الأمين :
في حُسن مَطلَعِ أَقمار بِذي سَلَم
أَصبَحتُ في زُمرَةِ العُشّاق كَالعَلَمِ
أَقول وَالدَّمعُ جارٍ جارِحٌ مُقَلي
وَالجار جار بِعَذل فيهِ مُتّهِمي
يا لَلهَوى في الهَوى رُوحٌ سَمحتُ بِها
وَلَم أَجد رُوحَ بُشرى مِنهُمُ بِهِمِ
وَفي بُكائي لحال حالَ مِن عَدَم
لفّقتُ صَبرًا فَما أَجدى لِمَنعِ دَمي
يا سَعدُ إِن أَبصَرَت عَيناكَ كاظِمَةً
وَجئت سِلَعًا فَسَل عَن أَهلِها القدُمِ
فَثمّ أَقمارُ تَمّ طالِعين عَلى
طُويلِعِ حَيّهم وَانزل بِحَيّهِمِ
أَحِبّةٌ لَم يَزالوا مُنتَهى أَمَلي
وَإِن هُمو بِالتَّنائي أَوجَبوا أَلَمي 🌺
ثم تتحدث عن النبيّ ومعجزاته قائلة
أَتى وَكانَ نَبيًا عِندَ خالِقِهِ
قِدمًا وَآدم طيناً بَعد لَم يَقُمِ
ذو الجاهِ حَيثُ يَضمُّ الخَلق مَحشرهم
وَلا يُرى غَيرُهُ في الكَشفِ لِلغممِ
ذو المَجدِ حَيثُ أُهَيلُ المَجدِ قاطِبةً
تَسيرُ تَحتَ لِواهُ يَومَ حَشرِهِمِ
ذو المُعجِزاتِ التي مِنها الكِتابُ فيا
بُشرى لِمقتَبِس مِنهُ بِكُلِّ جَمِ
يُتلى وَيَحلو وَلا يبلى وَلَيسَ لَهُ
مُبَدّلٌ وَهوَ حَبلُ اللَّهِ فَاِعتَصِمِ
قُل لِلّذي يَنتهي عَمّا يُحاولهُ
من حَصرِ مُعجِزِ طَهَ الطّاهِرِ الشِّيَمِ
كَم أَعقَبَت راحَةً بِاللّمسِ راحَتُهُ
وَكَم مَحا مِحنَةً ريقٌ لَهُ بِفَمِ
وَالنَيّران أَطاعاهُ فَتِلكَ بَدَت
بَعدَ الأُفولِ وَهَذا شُقَّ في الظُلَمِ
وَالماءُ مِن إصبعَيهِ فاضَ فَيضَ نَدا
كَفّيهِ مَردود هَذا مُعدم العدمِ
فَريدُ حُسنٍ تَسامى عَن مُماثَلةٍ
في الخَلقِ وَالخُلقِ وَالأَحكام وَالحِكمِ
بَدرُ الكَمالِ ، كَمالُ البَدرِ مُكتَسَبٌ
مِن نُورِهِ وَضياءُ الشَّمسِ فَاِعتَلمِ
أَعظِم بِهِ مِن نَبيّ سَيّد سَنَد
هادٍ سِراج مُنير صَفوَةِ القُدُمِ
بِالحَقِّ مُشتَغلٍ في الخلقِ مُكتَمِل
بِالبرِّ مُلتَزِمٍ بِالبّر مُعتَصِمِ
لِلبَذلِ مُغتَنم بِالبشرِ مُتسِم
يَسمو بِمبتسم ، كَالدُرِّ مُنتَظِمِ
مُمجدِ الذكرِ في الفُرقانِ بِالعظَمِ
مُحّمدِ الأَمرِ في التبيان مِن حِكَمِ
جَمالُ صُورَتِهِ عُنوانُ سيرَتِهِ
هَذا بَديعٌ وَهَذي آيةُ الأُمَمِ .
تقول الشاعرة :
في حبّ النبيّ أصبحت في محبيه ومن فريق العشّاق له ..
كيف يمكن ان تنسى محبة الرسول ، حيث شبّهت الحبّ بالنار المشتعلة التي لا تنطفئ في القلب والدموع الغزيرة لا تتوقف من فرط حبّها للرسول ، ومازال هذا الحبّ مستمرًا في ازدياد منذ القدم ، فهو خير الأنبياء والمرسلين بالفضل والمكانة بثبوتِ وتوضيح الأدلّة ..
ثم تعدّد فضائل الرسول على باقي المرسلين بالنّسَب والحَسب ، وأنه أقربهم الى الله ، ومن عَظَمة النبيّ ( عليه الصلاة والسلام ) نزلت الآيات في مدحه والثناء عليه بالفضائل ..
ثم توضّح الشاعرة تعظيمَ الله له بالتّفضّل عليه بسدرة المُنتهى التي اختُص بها دون غيره ، إذ لم يصل للمكانة التي وصلها الرسول صلى الله عليه وسلم أحد من قبلُ ومن بعدُ .ثم تُبيّن مكانة الرسول يوم الحشر فلا شافع يوم القيامة غيره ..
ثم تذكر أعظم معجزة للنبيّ وهو القرآن الكريم وما بِشارة مَن عمِل به واتّبعه .. وتتابع مدحها إذ تَفرّد عليه الصلاة والسلام بالخَلق والأخلاق فهو وحدَه المخصوص بالجمال والخَلق والأخلاق والكمال ..وهو البدر الذي تستمدّ الشمس ضياءها من نوره ..صلّى الله عليه وسلم.... وتتابع :
يا رسول الله أنت من نطلب شفاعته ونحتمي به ، ويكفينا من محبتك أن نُحشر معك يوم القيامة فالإنسان يُحشر مع من أحبّ ..🌹
تحيّاتي وجزيل شكري لكلّ من تحمّل وصبر وتابع ...

رجاء أحمد

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان