المرثية العارفية....خالد عاصي
المرثية العارفية
قصيدة نظمتها في رثاء شقيقي الشاعر عارف عاصي .رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
يابائعِ الصبرِ عَرّجْ نحو وادينا
لاتَنْكَأَ الجُرْحَ قد ذابتْ مَآقينا
وَلْتُحْسِنْ البيعَ إذْ مَا رُمْتَ مَرْبَحَةً
ولتَرْحَمْ القِلب قد شابتْ نَواصينا
إنِّي رأيت كريم الناس في تعبٍ
وذا فسادٍ عزيزًا ماجدًا فينا
إن العَنَادِلَ قد باتتْ مُكَبَّلَةً
وبومُ شُؤمٍ يَنْعَقُ فوقَ وادينا
أعارفَ الشعرِ قدْ جادَتْ قَرَائحُنَا
منذُ الفجيعةِ لم تهْدأ قوافينا
ياعارفَ الشعرِ هل عِوَضٌ لِأحْرُفِنا
ومَن تُراهُ بِنُصْحٍ سوف يُسْدِينا
ياأشعرَ الناسِ بل ياخيرَ من كتبوا .
من ابحُرِ الشعرِ بالمكْنونِ تأتينا
ياعارفَ الخيرِ من للشَمْلِ يَجْمَعَهُ
ومن بمثلِ رقيقِ الطبعِ يهدينا
بصدقِ قولٍ وذكرِ الآيِ تُرْشِدُنَا
وبالحديثِ وحُسْنِ الشعرِ تُشْجينا
قد كنتَ بُرْءًا لجُرحٍ ناحَ من المٍ
وكنتَ سَمْحًا تُدَاوي مابَدَي فينا
وكنتَ رِيًّا لِلأَحبابِ إذْ عَطَشوا
منذُ الطفولةِ عقلٌ راجحٌ فِينا
يْأتي إليكَ منَ الأحبابِ ذو جُرحٍ
فكنتَ تدعو لعلّ الخيرَ يأتينا
لوْ كانتِ الدُّنيا تُعطي كلَّ ذِي نُبْلٍ
لَكُنتَ فينا مليكَ القومِ راعينا
لكنّها عَظَّمَت غُبًْنا ذَوِي عِوَجٍ
باعوا المبادئَ والأعرافَ راضينا
للهِ دَرُّكَ ياابنَ الأمِّ من رجلٍ
عند النوازلِ تقولُ الحقَّ قاضينا
فكمْ رسَمْتَ منَ الألوانِ في بيتٍ
وكم جمَعتَ منَ الأزهارِ تُهْدِينا
يامنْ رَثَتْهُ بُحورُ الشعرِ عن حبًّ
ابكَتْ مَراثي وقد ابكتْ مآقينا
في كل قُطرٍ ثار الشعرُ وانتفضتْ
كلُّ القوافي تُنادي الرَّب داعينا
هُمُ الوفاءُ. الإخلاصُ دَافِعُهُمْ
وخيرُ التمثل مَن قاموا بِنادينا
وفُّوا بعهدِِ، كِرامُ الفضلِ طابِعُهُم
همُ الأماجدُ كالأعلامِ راسينا
قدْ بِتُّ مُمْتنًّا للكُلِّ إذْ كَتَبوا
أدْعو بِخَيرٍ ورَدَّ الآلُ آمينا
فنمْ حبيبي .إنّ الحورَ جائزة
والحور بعضك والرحمنُ مُجْزينا
ونم حبببي قريرَ العينِ مُبْتَهِجًا
فرحمةُ اللهِ حتمًا سوفَ تُرُضينا
لكَ الجنانُ بأمرِ اللهِ داخلُها
ولنا الإلهُ لعمقِ الجُرْحِ شَافينا
التعليقات على الموضوع