سحرالبيان ....الاطلال ابراهيم ناجي.....رجاء احمد

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

سحرالبيان ....الاطلال ابراهيم ناجي.....رجاء احمد

سحرالبيان



 الاطلال ابراهيم ناجي


اسعد الله اوقاتكم بكل خير ..
نبحر الليلة في سفينة الكلمات لنتجوّل في رحاب الأطلال مع الشاعر الطبيب إبراهيم ناجي ، صاحب الشخصيّة الفريدة والحس المرهف والقلم السيّال ، الذي جمع بين الطبّ والفن ، فأخرج لنا الرومانسيّة من الخيال إلى الواقع في انسجام عبقريّ مُبهر ..
يافُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى ....كَانَ صَرْحًا مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ ...وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَرًا ... وَحَدِيْثًا مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
كَمْ .تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ ... لا الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ .....كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني.... .بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ .....مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
وبَريقًا يظْمَاُ السَّاري لَهُ .. ..أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني .... بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا ...... نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا ....وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلًا في السُفُوحْ
ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبي .... لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ .... فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكًا ....ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى ....سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ .... فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ ..... وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُولٌ بَيْنَنَا .... وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
يَاحَبِيْبًا زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ ... طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ .... وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي .... وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
أَعطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ ....إِنَّني أَعطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّا
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي ....لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّا
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا ... وَإِلاَمَ الأسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّا
لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحدَاثٍ جَرَتْ ....أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْنًا مُوصَدا
وَرَأَتْ عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى ... وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ .
🌹 إبراهيم ناجي 🌹
إبراهيم ناجي شاعر مصريّ ولد في 31 ديسمبر 1898م. في حي شبرا في القاهرة ، وتوفي عام 1953م. ، عندما كان في الخامسة والخمسين من العمر ..
كان طبيبًا وكان والده مثقفًا ، مما ساعده على النجاح في عالم الشعر والأدب ..
تخرّج ناجي في ( مدرسة الطب ) عام 1922 ، وعُيّن طبيبًا في وزارة المواصلات ، ثمّ في وزارة الصحة ، وبعدها عُيّن مراقبًا للقسم الطبيّ في وزارة الأوقاف ..
عاش في بلدته المنصورة أول حياته ، وفيها رأى جمال الطبيعة وجمال نهر النيل ، فغلب على شعره -شأن شعراء مدرسة أبولو -الاتجاه العاطفيّ .. نهل من الثقافة العربيّة القديمة ، فدرس العروض والقوافي ، وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي ، كما نهل من الثقافة الغربيّة : فقرا قصائد شيلي وبَيرون وغيرهم من رومانسيي الشعر الغربيّ ..
حياته الشعرية واتجاهاته الفنية :
بدأ حياته الشعرية عام 1926 م. عندما بدأ يترجم بعضَ أشعار ألْفْريد دي مُوسييه وتوماس مور شعرًا ، وانضم إلى مدرسة أبولو عام 1932م. التي أفرزت نخبةً من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربيّة الحديثة من الأغلال الكلاسيكيّة والخيالات والإيقاعات المتوارثة ..
كان ناجي شاعرًا يميل للرومانسية ، واشتهر بشعره الوجداني . وكان وكيلًا لمدرسة أبولو الشعرية ، وترأس من بعدها رابطةَ الأدباء في الأربعينيات من القرن العشرين ..
ترجم إبراهيم ناجي بعضَ الأشعار عن الفرنسية لِبودْلير تحت عنوان " أزهار الشر "، وترجم عن الإنجليزيّة رواية " الجريمة والعقاب " لديستوفِسْكي، وعن الإيطاليّة رواية " الموت في إجازة "، كما نشر دراسة عن شكسبير ، وألّف الكثير من الكتب الأدبيّة ، مثل " مدينة الأحلام " و" عالم الأسرة ". وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ..
من أشهر قصائده قصيدة الأطلال ، التي تقع في نحو مئة وستة وسبعين بيتًا تغنتْ ببعضٍ من مختاراتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم . ولقّب بشاعر الأطلال ..
واجهَ ناجي نقدًا عنيفًا عند صدور ديوانه الأول ، من العقاد وطه حسين معًا ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو .. وقد وصف طه حسين شعره بأنه( شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء ، فيأخذه البرد من جوانبه ) ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهستْه سيارة عابرة ، فنقل إلى مستشفى سان جورج ، وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في 24 مارس 1953.
أبراهيم ناجي في أذهان الأدباء ..
صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة ، منها :" مع ناجي ومعها " للدكتور الأديب غازي القصيبي ، و ناجي : حياته وشعره للشاعر صالح جودت ، وناجي : للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، وشعر ناجي الموقف والأداة للدكتور طه وادي ، وناجي : حياته وأجمل أشعاره لوديع فلسطين ، وإبراهيم ناجي للدكتور علي الفقي ..
كما كُتبت عنه العديد من الرسائل
العلمية بالجامعات المصريّة منها :
ظاهرة الاغتراب في شعر إبراهيم ناجي وعبد الله الفيصل ـ عرض وتفسير وموازنة ، للباحث الشاعرعزت محمود علي الدين ، وهي رسالة دكتوراة في كلية اللغة العربية ـ جامعة الأزهر ، ورسالة بعنوان :
صورة المرأة بين علي محمود طه وإبراهيم ناجي في الكلية سالفة الذكر أيضا ..
من دواوينه الشعرية وأعماله الأدبيّة :
وراء الغمام ، ليالي القاهرة ،
في معبد الليل ، الطائر الجريح ..
صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966م. بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة ..
جمع له حسن توفيق مجموعة من القصائد التي لم تنشر ، وجعلها في كتاب أسماه : إبراهيم ناجي ـ قصائد مجهولة ...
له مؤلفات في الفن القصصي منها : مدينة الأحلام ، وأدركني يادكتور . وقد أحصى له أحد الباحثين خمسين قصة ... وله مؤلفات أخرى في مجالات متعددة كعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، وفن التراجم والسير ، والخواطر العامة ، وترجمات عن الإنجليزية والفرنسية والروسية ؛ ذكر ذلك كلّه الباحث الشاعر عزت محمود علي الدين في رسالته (ظاهرة الاغتراب في شعر إبراهيم ناجي وعبد الله الفيصل) ..
قصيدة الأطلال :
والأطلال هي المقاطع التي لحنها السنباطي ، وهي أنجح نموذج للشعر الغنائي الوجداني .. ومن أنجحه من ناحية التعبير موسيقيّا ..
هل رأى الحبّ سكارى مثلنا
كم بنينا من خيال حولنا
ومشينا في طريق مقمر
تثِب الفرحة فيه ؛ قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معًا
وعدونا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق
وأفقنا ليت أنّا لا نُفيق !!
يقظة طاحت بأحلام الكرى
وتولّى الليل ، والليل صديق
وإذا النور نذير طالع !!
وإذا الفجر مطلّ كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها
وإذا الأحباب كلّ في طريق
إبراهيم ناجي لا يريد سكر الخمر ، وإنما يريد سكر الحبّ... وهو هنا تَمثّلَ لحظاتِ الوصل أبرع تمثّل ؛ فمع نعيم الوصل ، وعزوب الهموم ، تتدفق النفس بأحلامها ، فتبني قصورًا من المُنى .. واجتمع نعيم الوصل ، وجمال الطبيعة ؛ فكانت الفرحة تسبقهما وثبًا .. والوثبُ لا يكون إلا عن نشاط ومرح ، وجاءت براءة الأطفال في البيت الأخير ، فالمتسابقان لا يستطيعان سبق الظّلّ ، ولكنهما يفقدان رؤيته مع سرعة العدْوِ ، وفي البيت الأول احتاج الألق الموسيقيّ إلى زيادة وحدة وزنية على منسوب البيت فكررت (أم كلثوم) كلمة سكارى ؛ فزاد في تنغيم ( الكوبليه) المقطع جمالًا لحنيّا يميزه ، ولا بأس في ذلك ما دامت حددت وَحدة لحنيّة ثابتة خلال الكوبليه ، فالوزن حقيقة هو الوحدة الغنائية .. وعاد ناجي لصورة الحياة المُجدبة في المقطع الثامن والسابع ، وذلك بقوله :
يا لَمَنفيَّينِ ضَلّا في الوعور
دَمِيا بالشوك فيها والصخور
كلما تقسو الليالي عرفا
روعة الآلام في المنفى الطَّهور
طُرِدا من ذلك الحلم الكبير
للحظوظِ السود والليل الضرير
يقبسان النور من روحيهما
كلما قد ضنت الدنيا بنور
ثم تتحول كآبة العشاق الظرفاء إلى أدب يبهج النفوس ، ويجنِّح بالعواطف ، ثم انتقل إلى التوحّد بالحبيب على طريقة الصوفية بأسلوب واضح ..
وبتداعي المعاني لا الخواطر عاد إلى صورة من صور أيام المجد الغراميّ ، أمام متيمته مغنيًا لآلامه كالطائر الحبيس في قفصه ، وهي صور من النحيب لا معهود لها في تراثنا الأدبي :
يا حبيبًا زرت يومًا أيكه
طائر الشوق أغنّي ألمي
لك إبطاء الدلال المنعم
وتجنّي القادر المحتكم
وحنيني لك يكوي أعظمي ( أضلعي)
والثواني جمرات في دمي
وقد غيّرت السيدة أم كلثوم كلمة ( الدلال ) إلى المُدلّ، وذلك من حسن ذوقها ..
ثم تجلّى ناجي فنيًّا بهذا المقطع الثائر الذي يتمثل فيه شباب غرامهما :
أعطني حريتي أطلق يديّا
إنني أعطيت ما استبقيت شيئا
آهٍ من قيدك أدمى معصمي
لِمَ أبقيه وما أبقى عليَّا !!
ما احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلامَ الأسر والدنيا لديّا


رجاء احمد

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان