جهري وإسراري.....د. سعد محمود الجنابي / العراق

 

د. سعد محمود الجنابي / العراق


= = = = = = جهري وإسراري = = = = =

قصيدتي في معارضة قصيدة البردوني (بشرى النبوة) ومطلعها: بشرى من الغيب ألقت في فم الغار وحياً وأفضت إلى الدنيا بأسرار) .

سـيَّـانَ ما ضـمَّـهُ جـهـري وإسراري
.................. لا شيءَ يُفزِعُـني مِن كشفِ أسراري
لـكـنَّـمـا الـخـوفُ مِـن ظـنٍّ يُـساءُ بـهِ
.................. فـيما أقـولُ وفي مـضمـونِ أشعـاري
ما طارباً صغـتُ يوماً لحـنَ قـافـيـتي
.................. إلا لأكـسـبَ فـيـهـا طـاعـةَ الـبـــاري
حـمـداً عـلى نـعـمةِ الإسلامِ أنعـمَـهـا
.................. حينَ اصطفى هـديَهُ في خـيرِ مخـتارِ
فـي عـامِ مُـعــجــزةٍ جاءَ الــنـبـيُّ بِـهِ
.................. طـيـرٌ وتـحــمـلُ سجــيـلاً بـمـنــقــارِ
لـلـقـومِ حـيـنَ أتـى بـالـفـيـلِ أبـرهــةٌ
.................. والـقـصـدُ لا حـجـرٌ يـعـلـو لأحـجـارِ
فــدمــدمَ اللهُ لا كــانـتْ مـشـيـئـتُـهـــمْ
.................. والـبـيـتُ مُـذْ كـانَ محـفُـوظٌ بـجـبَّـارِ
نـارُ المجـوسِ خَـبَـتْ في يومِ مـولـدِهِ
.................. والـماءُ غـاضَ إلى قـيـعـان أغـوارِ*
واهـتزَّ عرشُ ملوكِ الرومِ مِن وجـلٍ
.................. لا أسـكـــنَ اللهُ مِـن روعٍ لأشـــــرار
أكــرمْ بِـمَـن كـانَ ذو الإكــرامِ أدَّبَــهُ
.................. والوجـهُ كـالـبـدرِ مِـشـعـاعٌ لأنــــوارِ
مُذ كانَ طفـلاً وعـينُ الـغـدرِ تـرقـبُـهُ
.................. والـدربُ حُــفَّ بـتهــديـدٍ وأخــطــارِ
مـا كـانَ يـعــبُـدُ أصنـامـاً ولا وثــنــاً
.................. حــتـى أتـاهُ أمـيــنُ اللهِ فـي الــغــــارِ
عـانـيـتَ أيامَ نشرِ الهـديِ مِن شغـبٍ
.................. مِـمَّـن يُـعـادون فـي سـرٍّ وإجــهـــارِ
نـوراً تـشـعُّ عـلـى الـدنـيـا بـلا كـلـلٍ
.................. لـلـمـسـلـمـيـنَ، ولـلـكُــفَّـارِ كـالــنــارِ
لـم يـثنِ عـزمَـكَ إعـصارٌ وعـاصفـةٌ
.................. تأبى السكـيـنةَ مِـثـلَ المنـبعِ الجـاري
والـغـيـمُ فـوقَـكَ لو تمـشـي مُـظــلِّـلـةً
.................. أنَّـى مـشـيـتَ وتـسـري أيَّ مِـشــوارِ
والـمسلـمونَ كـمـا سورٍ تُـحـاطُ بِـهـم
.................. تـبدو كـشمسٍ زهـتْ مِـن بينِ إقـمـارِ
عـذرا حـبـيـبي رسـولَ اللهِ إنْ أبَـقَـتْ
.................. مِـن بـعـدِكـمْ أمَّـةٌ، يـا وصمـةَ الـعـارِ
مـاذا دهـى أمَّـةَ الأخــيـارِ يـا ولـهـي
.................. هـل شـحَّ في نـسـلِـهـا نـسـلٌ لأخـيـارِ
لم يبقَ بنيانُهُمْ في الأرضِ حـينَ بَـنوْا
................ هـل كـان تأسيسُهُ في جـرفِـهِ الهـارِي؟َ
لم يـبقَ في وِسعِـنـا إلا الـدعـاءُ لـكـي
.................. نحـظى بـرحــمـةِ ربٍ خـالـقٍ بـاري
صلى عليك مليكُ العرشِ ما صدحتْ
.................. حـمـامـةٌ، أو جـنـى نـحــلٌ لأزهـــارِ
* الماء غاض في بحيرة ساوة عند مولد النبي ص وقال فيها البوصيري (وساءَ ساوةَ أن غاضت بحيرتها = وردَّ واردها بالغيظ حينَ ضمي)
القصيدة من البسيط والقافية من المتواتر

د. سعد محمود الجنابي / العراق

ليست هناك تعليقات