فلسفة الموت....جميل العساف

 

جميل العساف


فلسفة الموت



يمشي الهوينى خلف أهل الهرولَةْ
لكنه مـــع بُطـــئهِ ما أعجــــــلَهْ!
صمْتُ القنابلِ في عيــــونِ رياحِهُ
والصمت في عُرْفِ القنابل مرحلَةْ
قد بَعـــــثرَ الدنــيا برمَّــــةِ أهلـها
أعلى الأسافلَ، والأعـــالي أســفلَهْ
فمن الغرائبِ كيف يَنشـــــــرُ ظلمَه
ومن العجـــــــائب: ظلمُه ما أعدَلَهْ
يمشي ويمشي الشـكرُ في أسماعه
وورراءه تبـــكي وفـــــودُ الحَوْقَلَةْ
فكأنه وهــــمٌ... ويَفــرض ذاتَـــــه
والعقـــلُ يرفض جاهداً أن يقـــبله
أو أنه حــــــــقٌّ يُمَــــوِّهُ نفـسَــه
وعقـولنا أنَّى لهــا أن تجــــــهلَـه؟!
فيُري الحقـائقَ ـ إن أراد ـ حـقائــقاً
ومتى أبى جـعَلَ الحقـائقَ مهـزلَـةْ!
فيـؤمل الهَــرِمَ المريـــــضَ بتـــركه
والمــــرءُ يَتْــبعُ عـادةً مـــــا أمَّـلــهْ
ويخاطب الحسـناءَ يوم زفـــــافها:
من أجلِ ماذا تشــــترين الـمـُـكْحُلَة
زُفَّ العــريسُ لقــــــبره بتــناقضٍ
يبكي ويضحك من عروس أرمـــلةْ
الموتُ يا لَلموتِ!! جــاء نهـــــــايةً
وهو البـــــدايةُ للحــياة المقـــــبلة
يقضي ويفعل... لا مُعَـقِّــبَ بعده
وله العَواقبُ في فنـــــونِ الفَنْـــقَلَةْ
لله درُّ المــــــــــوتِ...! كم هو بارعٌ
حتى نقولَ لـقبــحِــه: مـا أجمـــلَهْ!



جميل العساف

ليست هناك تعليقات