وميضُ المطرِ ... مصطفى الحاج حسين .
وميضُ المطرِ ..
كانتْ قصائدي تخبُزُ الحُلُمَ للمتعبينَ
الَّذينَ تهدَّمتِ ابتساماتُهُمْ في ساحةِ الدهشةِ
وكنتُ أطعِمُهمْ أدغالَ صرختي الجذلى
وأنا أحُثُّ النارَ على الاغتسالِ من كُلِّ دَنَسٍ رجيمٍ
الماءُ يُشبِهُ مُرتفعاتِ الجبالِ الجامحةِ
الدَّربُ كأنَّهُ فُوَّهةُ بندقيَّةٍ فقدتْ هدفَها المتنكِّرَ
السماءُ تهدُجُ برقَها وقتَ العاصفةِ
وأنا أتوقُ إلى التوحُّدِ والانفرادِ بوِحشتي والسكينةِ
أهيمُ فوقَ خرابِ تدفُّقِ بصيرتي
أُمسِكُ لونَ الندى الناحبِ والمعبَّأِ بالعويلِ
مفاتيحي لا أبوابَ تعانقُها
لا نوافذَ تضاجعُ رغبتي بالانفلاتِ
وحدي جلستُ فوق مخاوفي
القلقُ يتسلَّقُ جدرانَ نبضي
الهواجسُ تسكنُ فضائي
والبراكينُ من داخلِ قهري تتقاذفُ الحِمَمَ
اِتَّقدَ السؤالُ في أحراشِ غُصَّتي
تسألُني الأرضُ عن مأوىً لساحاتِها
الأشجارُ تستجيرُ بظلِّي
والعصافيرُ يُرفرفُ حولَها الجذعُ
تتزاحمُ الأشياءُ في رحابِ ما يتَّسعُ فِيَّ
يندسُّ الترابُ تحتِ رُوحي
يتسلَّقُني السحابُ فاغراً أوجاعَهُ
ما منْ بحرٍ إلَّا وارتمى عند شُطآنِ حَيرتي
ما مِنْ موجٍ إلَّا واستندَ على جذعِ انكساري
وأنا أقِفُ خلفَ ضعفي
أتشبَّثُ بوميضِ المطر .
التعليقات على الموضوع