اجتياح....د. أحمد جعفر الشردوب
اجتياح
قررت أن أدع الهوى يجتاحني
و القلب ان يغدو عليَّ أميرا
فلكم طغى حين استبدَّ بيَ الحجا
و أحال عيشي في حماه مريرا
غير الضنى و الضنك ما جلب الحجا
و لذاك أولى أن يظل أسيرا
في عالمٍ قد ضاق ذرعاً بالحجا
أَسكن حجاك حنادساً و قبورا
واعمد إلى الخفّاق أطلق قيده
لا تحسبنْ إطلاقه محظورا
فالقلب يورد في بحور سعادة
لولاه منها لم تنل قطميرا
و لذاك سلِّمه القياد فإنه
من كلِّ قيد يعشق التّحريرا
سر يا شراعي في الهوى مستأنياً
إني عرفتك مذ نشأت صغيرا
و على شفيرك قد عزفت نشيدتي
و قطعت من أجل الغرام بحورا
لكنني عنك الحجا أُبدِلتُه
و شقيتُ لمّا أن جُعلتُ كبيرا
ما عدتُ أملكُ في الهوى أرجوحة-
أستذكر الماضي بها - و سريرا
لا لستُ أملك غير كوخ بائس
فيه اتّخذتُ وسادةً و حصيرا
إنّي حداثيٌّ كرهتُ قصيدتي
و وجدتُني أستعذب التغييرا
و تركتُ من خلفي البحورَ مججتُها
و طفقتُ أتبعُ جدولاً و نهورا
و مضيتُ أركب في الهوى ناعورتي
حتى أداعبَ في السماء طيورا
و أرى فمَ الأكوان يضحك مشرقاً
و الأفقَ مبتهجاً به مسرورا
و أضاحك الأزهار في روضاتها
و أمصُّ من فمها ندى و عبيرا
أنا يا صِحابي عاشقٌ متزمِّتٌ
قرَّرتُ أن - ضدَّ الزّمانِ - أثورا
لمّا أراني منه وجهاً كالحاً
و أذاقني في ذي الحياة سعيرا
كم قد تنكَّر ذا الزّمانُ لخافقي
أوَ كان بالقلب الزّمانُ كفورا؟
زمني فلا تفجع فؤادي بالجفا
حتى أكونَ على نداك شكورا
التعليقات على الموضوع