هَلْ نَدِمَ الرَّبیعُ علی الرُّجُوعِ... سعیدة باش طبجي
هَلْ نَدِمَ الرَّبیعُ علی الرُّجُوعِ؟
عُیُونُ الغَیْمِ سَحَّتْ بالدُّمُوعِ
فهَلْ نَدِمَ الرَّبیعُ علی الرُّجُوعِ؟
فَأعْتَمَتْ الخَمَاٸِلُ و المَغانِي
ونَامَ الطَّیْرُ فِي مَهْدِ الهُجُوعِ
و أخْلفَ وَعْدَهُ النِّسْرینُ سُقْمًا
فشَحََّ بعِطْرِهِ الزّاهِي البَدِیعِ
تُرَاهُ تَکَاسَلَ الرّیْحَانُ بَرْدًا
فَدَثّرَ حُسْنَهُ خَوْفَ الصّقِیعِ ؟
وهَلْ تَمُّوزُ أغْفَی مِنْ جَدیدٍ
بمَهْدِ الأرْضِ في حِضْن الرُّبُوعِ؟
تُراهُ رَأی الوَباءَ یَعِیثُ فِینَا
فَخَیَّرَ أن یُحَصَّنَ بالدُّرُوعِ؟
و عادَ إلَی الثّرَی صَدْرًا حَنُونًا
یَضُخُّ الدِّفْءَ فِي ثَلْجِ الضُّلُوعِ
و عَشْتارُ الحَبِیبةُ مَا دَهَاهَا؟
أأخْمَدَ شَوْقَها بَرْدُ الخُنُوعِ؟
وَ أیْنَ القُبْلةُ الْتُحْیِي رُفَاتًا
بِشَهْد رُضَابهَِا زَمَنَ الوُلُوعِ ؟
أَ أَضْحَی نَعْلُها البَرَّاقُ وَحْلًا
یَدُسُّ اليُتْم في صُبْحٍ رَضیعِ؟
وهَلْ دَاءُ "الکُفیدِ" کَمَا عَرَانَا
عَرَاهَا بالمَواجِعِ و النُّزُوعِ؟
فأرْخَى جَذْوةَ العُشّاقِ فِيها
و عَاثَ السُّقْمُ فِي جَمْرِ النّجِیعِ
☆☆☆
أعَشْتارُ الحَبيبةُ لَا تَخَافي
سَيَزْهُو النَّوْرُ في نَسْغِ الفُرُوعِ
و يَنْتَصِرُ الغَرامُ عَلى سَقامٍ
سَطا جَوْرًا علَى أمْنِ الرُّبُوعِ
و لَنْ تتَکَاسَلَ الأزْهَارُ عَنّا
و تَبْخَلَ بالعَبِیرِ و بالرَّبِیعِ
رَبِیعَا الأمْنِ و النّسْرینِ فينَا
سَیَنْبثِقانِ مِنْ جُرفِ الصَّقِیعِ
فتَنْتَفِضُ الجَوارِحُ مِنْ رَمَادٍ
وتَهْفُو مِلْءَ أفْعالِ الشُّرُوعِ
و يَنْتَحِرُ الوَبَاءُ علَى رُبانَا
و نَشْهَدُ مَذبَحَ الدَّاءِ الصَّرِیعِ
و نَشْهَدُ عُرْسَ حَبَّاتِ الدَّوالِي
عَلَی فُلٍّ یُعُمّدُ بالشُّمُوعِ
و أَمْنًا سَوفَ یُغْرَسُ في المَاؔقِي
و یُسْقَی بالدِّمَاءِ و بالدُّمُوعِ ☆☆☆
التعليقات على الموضوع