رُعـاعَ قـومٍ
عيـنايَ كالسَهمِ إِنْ عاينـتُ في هَدفي
والفَـخرُ والمَجدُ مولـودانِ من نُطَفي
أَحومُ كالنَّحلِ إِن طابَ الرحيـقُ لهُ
يهوي إِلى الزهر لايأوي إِلى السَعفِ
فالشَّـمسُ لايـَحجبُ الغُربـالُ طَلعـتَها
والدَرُّ لايـستـَِحي من مَكـمِنِ الصَدفِ
شـاخَ الـيـراعُ وقـِرطـاسي بِلا ورقٍ
وجَـفَّ حبـرِيَ من ظـُلمٍ ومن جـَحَـفِ
يـا أَيُّـها القـلـمُ المكـبُـوتُ هيـا بِـنـا
صِراطُنـا الحـقُ نَـهجـاً غيـرَ مُنـحرِف
لنـَقرضَ الشعـرَ بـُركانـاً نُهيـبُ بـهِ
رُعـاعَ قـومٍ فَشَـوا بـالغَـدرِ والحَيـفِ
نُشـيـدُ صَرحاً لأَجيـالٍ سَـتـخـلِفُـنـا
لتَـصطَفي كُـلَّ مـانَـتـلـو بـِلا نـَكَـفِ
يـالـيلُ لَمـلمْ سُـدولًا طال دامِـسُـها
إِلـيـكَ عـنَّا بِلا إِبـطـاءَ وانـصـرفِ
واحَـسـرتـاهُ زمـانُ الغَـدرِ خـاتَلَنـا
نـحن الأُبَـاةُ وأَهـلُ العـِزِّ والشَـرفِ
يـا للَـيـالي تَـمـادَت في طـَوارقـِهـا
أَلقى بنـا الدَهرُ بيـن النـارِ والرضَفِ
ضاقـَت بـنا الأَرضُ والبَيدا بِما رَحُبـت
ياليـتَ جُرحيَ مِمّا شَـبَّ فيـه شـُفي
بلغـتُ مِنْ عمرِيَ الخمسينَ في رغَـدٍ
وصُنـتُ نـَفسي عن الفَحشاءِ والهَرفِ
أَرعى الأَمانةَ غَضُّ الطَّرفِ من شِيَمي
حُسنُ الشَمائِـلِ والأَخـلاقِ واللُّطـَفِ
يـامـَن رُميـتَ بـِقَعـرٍ عَـجَّ في كَـدرٍ
تـَقتـاتُ بالرِجـسِ والأَقذارِ والجِـيـَفِ
قُبـِّحتَ نَـذلا ٍخَسيـسَ الأَصلِ مُؤتَـفِكًا
أَتـفـخـَرنًّ بـِما أُوتـيـتَ من سَـخَـف
لا أَسـعَـدَ اللَّهُ مَـن يَأوي ديـارَكُـم
مَـراتـِعُ البـَغيِ والإِفـسادِ والقَرفِ
زُلـفى الأَواصِـرِ قـد مَزقـتُ عُروتَـها
لبـيـبُكُـم مُتـخَـمٌ بـالخـُبـلِ والخَـرفِ
فليـس لـي من فَخـارٍ في سُـلالتكُـم
ولا بـِقـربى تُـلِـتُّ البـعـرَ بـالصَدفِ
ولَـسـتُ أَفـخـَرُ فيـمَن يدَّعي نَـسَبي
ولا قَريـبٍ ولـو يَنـسَلُّ من خَلَـفي
وحُـظـوَتي دونـَكم صَحـبٌ تُـبـجِّلـُني
ولي خَـؤُولٌ تَجـودُ الوهبَ في غَـدفِ
سِـرّي مُـصانٌ بـصدقٍ في صُدورِهـم
وجُـلُّـهـُم للـمـَواثـيـقِ الغِـلاظِ وَفـي
وحَـقِّ مَنْ حَـجـَّتِ الأَعـرابُ كـعبـتَـه
لسـتُ على وَصلـِكم يـَومًا بِمـزدَلـِفِ
أَنـقَضّ كـالصقـرٍ والآفـاقُ مَنـزلَـتي
والعـزُّ والجـاهُ مَوروثـانِ من سَـلفيهيثم محمد النسور
التعليقات على الموضوع