البرَّاق بن روحان و الشاعرة ليلى العفيفة...اعداد الشاعر طلال الحاج يوسف
تذكَّروا الشاعر :
البرَّاق بن روحان ومحبوبته
الشاعرة ( ليلى العفيفة)
حيث كان البرَّاق فارسًا لا يُشق له غبار وكانت ليلى ابنة عمه سيدة زمانها في الجمال والأدب وقد أحبّا بعضهماحبًا شديدًا ، والبرَّاق من قبيلة ربيعة وهو ابن عم وائل ( كليب ) والزير سالم وهو أكبر منهما عمرًا وأقدم في الفروسية إلى درجة أن العرب تكتب في التاريخ أن إليه ينتهي مجد ربيعة ، وكان والد ليلى( لَكيز) قد وعد البراق بتزويجه ليلى ولكنه رضخ لطلب أحد ملوك اليمن ووافق أن يرسل له ليلى لتكون زوجة لأحد أبنائه ، فعلم البرَّاق بالأمر وطلب من ليلى أن تأتي معه ويتركا القبيلة فرفضت ليلى طلبه خشية أن تُلحق العار بأبيها فسُمِّيت منذ ذلك اليوم ( ليلى العفيفة )
فحزن البراق وعتب عتبًا شديدًا على قومه واعتزل قبيلته مع إخوته وبعض رجاله، وخلال هذه الفترة اندلعت حرب بين قبيلة ربيعة وبعض قبائل طي وقضاعة فجاء وفد من ربيعة وعلى رأسهم وائل ( كليب ) إلى البرّاق يستنجدون به ويستنصرونه فقال له كليب :
إليكَ أتينا مستجيرين للنصرِ
فشمِّرْ وبادرْ للقتال أبا النصرِ
وما الناسُ إلّا تابعون لواحدٍ
إذا كان فيه آلة المجد والفخرِ
فردَّ عليه البراق قائلًا:
وهل أنا إلا واحدٌ من ربيعةٍ
أعزُّ إذا عزّوا وفخرهم فخري
سأمنحكم مني الذي تعرفونه
أشمِّرُ عن ساقي وأعلو على مهري
وأدعو بني عمي جميعاً وإخوتي
إلى موطن الهيجاء أو مرتع الكرِّ.
ثم قال :
لعمري لست أترك آل قومي
وأرحل عن فنائي أو أسيرُ
بهم ذلي إذا ما كنت فيهم
على رغم العدى شرفٌ خطيرُ
أأنزلُ بينهم إنْ كانَ يُسرٌ
وأرحلُ إنْ ألمَّ بهم عسيرُ
وقال أيضًا:
أقولُ لنفسي مـرةً بـعـد مـرةٍ
وسُمرُ القنا في الحي لا شكَّ تلمعُ
أيا نفسُ رفقاً في الوغى ومسـرةً
فما كأسها إلا من السُـمِّ ينـقـعُ
إذا لم أَقُدْ خيلاً إلى كـل ضـيغـمٍ
فآكُلُ من لحم العُـداةِ وأشـبـعُ
فلا قُدتُّ من أقصى البلاد طلائعـاً
ولا عشتُ محموداً وعيشي موسَّعُ
فسيروا إلى طي لنخلـي ديارهـم
فتصبح من سكانها وهي بلـقـعُ .
واستحثَّ قبائل ربيعه وقام وكسر قناته و اعطى لكل واحد من اخوته كعب منها وقال قوموا وساعدوا بنصرة قومكم ،فقاموا وقلدوه زعامة قومهم وساروا الى الحرب وتواردت قبائل ربيعة من كل جهه ثم انطلقوا وكان في مقدمتهم
(البراق و وائل و المهلهل و ابو نويره التغلبي و الحارث ابن عباد البكري ) وكانت النصرة لهم على قبائل طي وقضاعة وأصبح البراق سيدًا في قومه بعد هذه الحرب .
أما عن ليلى( العفيفة ) فقد تم اختطافها من قبل بعض جنود الفرس وهي في طريقها إلى اليمن فحاول احد أمراء الفرس الزواج بها لكنها رفضت الأمر بشكل قاطع فقاموا بتعذيبها وإهانتها لتُبدّل رأيها لكنهم لم يفلحوا وظلّت مُصرّةً على رأيها وأنشدت قصيدتها المعروفة التي غنَّتها المطربة ( أسمهان ) والتي تقول فيها :
ليتَ للبرّاق عيناً فترى
ما أقاسي من بلاءٍ وعنا
يا وائلا يا عقيلا إخوتي
يا جُنيداً ساعدوني بالبكا
عُذبتْ أختكمُ يا ويـــلكمْ
بعذاب النُكر صبـــحاً ومسا
يكذبُ الأعجم ما يقربني
ومعي بعض حساسات الحيا
قيِّدُوني غللوني وافعلوا
كل ما شئتم جميعاً من بــــلا
فأنا كارهة بُغــيــتـــــكم
ومريرُ الموت عندي قد حلا
يا بني تغلب سيروا وانصروا
وذروا الغفلة عنكم والكرى
واحذروا العار على أعقابكم
وعليكم ما بقيتم في الورى .
فسمع أحد رعاة العرب القصيدة فانطلق مسرعًا إلى أن وقف أمام البرّاق وأخبره بالقصيدة فلما سمعها البراق نادى بقومه وذهبوا من فورهم إلى بلاد الفرس و استطاع البراق بالحرب والحيلة أن
يُخلّص ليلى من ايدي الفرس وعاد بها سالمًا غانمًا إلى قبيلته ، ثم تزوج بها وعاشا مع بعضهما إلى توفي البراق نحو عام 467م ولحقته زوجته ليلى بعد أربعة أعوام .
دمتم بخير ....
وإلى اللقاء مع شاعر آخر
التعليقات على الموضوع