تَأَمُّلات... ريتا عيسى الأيوب
تَأَمُّلات...
بقلم: د. ريتا عيسى الأيوب/هامبورغ
لَيْسَ ضَعْفًا أَنْ تَكونَ رَقيقًا... الضَّعْفُ هُوَ أَنْ تَكونَ هَشًّا فَتُكْسَر...
وَلَيْسَ بِضَعْفٍ أَنْ تَكونَ طَيِّبًا... وَإِنَّما الضَّعْفُ أَنْ تَكونَ ساذِجًا فَتُسْتَغَلّ...
إِنَّ الرَّقيقينَ هُمْ مِنْ أَجْمَلِ البَشَرِ... حَتّى لَوْ كانوا رِجالًا... فَالرُّجولَةُ لا تُنْتَقَصُ إِذا ما كُنْتَ رَقيقًا... وَلا تُخْدَش...
الرُّجولَةُ تُخْدَشُ... لا بَلْ تَزولُ... عِنْدَ أَوّلِ حَرْفٍ كاذِبٍ تَنْطُقُهُ...
نَعَمْ... تَحَلّوا بِالصِّدْقِ... حَتّى عِنْدَ لُزومِ الكَذِب...
وَأَمّا الطّيبَةُ... فَإِنَّها مِنْ أَجْمَلِ الصِّفاتِ التي قَدْ يَتَحَلّى بِها إِنْسانٌ عَلى وَجْهِ المَعْمورَةِ... صِفاتٌ باتَتْ بِحُكْمِ الإِنْقِراضِ كَما الدَّيْنَصوراتِ في القِدَمِ... فَلَعَلَّها كانَتْ هِيَ أَيْضًا طَيِّبَةً... فَانْقَرَضَتْ...
لا تَخْشَ مِنَ الإِنْقِراضِ أَوْ الزَّوالِ... فَما يُبْقيكَ هُوَ ذِكْراكَ الطَّيِّبَة... وَلَيْسَ ما تُخَلِّفُهُ مِنْ مالٍ أَوْ مُقْتَنَياتٍ أَوْ أَحْفادٍ...
فَكُلُّها سَواءٌ... وَما غَيْرُ ذَلِكَ سَواء...
إِعْمَلْ في دُنْياكَ خَيْرًا وَكَأَنَّكَ سَتُغادِرُها غَدًا... وَاصْنَعْ المَعْروفَ حَتّى بِغَيْرِ أَهْلِهِ... فَلَعَلَّكَ تَحيدُ بِهِمْ عَنْ طَريقِ الشَرِّ وَتُريهُم الصَّواب...
عِشْ بِضَميرٍ حَيٍّ... كَما خُلِقْتَ بِضَميرٍ يَنْبِضُ مَع كُلِّ دَقَّةٍ مِنْ دَقَّاتِ قَلْبِك... فَلا تُساهِم في قَتْلِ أَجْمَلَ ما وَهَبَكَ اللّهُ إِيّاهُ... فَتَموتَ حَيًّا...
التعليقات على الموضوع