بمناسبة عيد الام... حكاية ياست الحبايب د.وجيهة السطل
حكاية أغنية "ست الحبايب"..
أيقونة هذا اليوم. والأغنية التي يعشقها الأبناء والأمهات..
منقول بتصرف مني في الصياغة اللغوية طبعًا.
أغنية كُتبت ولُحِّنت في دقائق. وعاشت لسنوات
خرجت كلماتها مصادفة،في وقفة اعتذار،ليلة الواحد والعشرين من مارس..فصارت خالدة. لُحِّنت في ربع ساعة. وسُجِّلت في الإذاعة المصرية في اليوم التالي مباشرة، ليكتُبَ لها القدر أن تظل راسخة في أذهان الجماهير العربية وذاكرة الأولاد والأمهات، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بعيد الأم وتصبح أيقونة هذا العيد، و النشيد الوطني في فضل الأم.
ففى بداية الستينيات من القرن الماضي، في مصر، ذهب الشاعر الغنائي الكبير ''حسين السيد'' فى زيارة لأمه فى ليلة عيد الأم، وكانت تسكن فى أحد الأحياء الشعبية فى الدور السادس. وبعدما صعد السلم، ووصل شقة والدته، اكتشف أنه نسي شراء هدية لأمه بهذه المناسبة. وكان من الصعب عليه صحيّا نزول السلم وصعوده مرة أخرى. فوقف على باب الشقة، وأخرج من جيبه قلمًا وورقة، وبدأ يكتب هذه الكلمات ليهديها إلى أمه فى عيد الأم، وقد كتب ما يلي وبشكل تلقائي بدون مُسوَّدة مبدئية
ست الحبايب ياحبيبه يااغلى من روحي ودمي
ياحنينة وكلك طيبة .. يارب يخليكي يا أمي
يا رب يخليكي يا أمي .. يا ست الحبايب يا حبيبه ..
زمان سهرتِ وتعبتِ وشلتِ من عمري ليالي
ولسه برضه دلوقت بتحملي الهم بدالي
أنام وتسهري وتباتي تفكري
وتصحي من الآدان وتيجي تشقري
يا رب يخليكي يا أمي .. يا ست الحبايب يا حبيبه ..
إلى آخر الكلمات التي يحفظها الجميع بلحنها،وتتردد في آذاننا بصوت فايزة أحمد الذهبي. ..
ثم طرق حسين السيد باب الشقة. فتحت له والدته وبدأ يسمعها كلمات الأغنية، ففرحت بها جدّا. ثم وعدها على الفور بأنّها سوف تسمعها فى اليوم التالي مغنّاة فى الإذاعة المصرية بصوت غنائي جميل. قال حسين السيد هذا بشكل عفوي دون أن يعرف كيف سيفي بهذا الوعد.
ثم اتصل بمطربه المفضل لكلماته على الفور الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب،وهو مازال في شقة والدته؛ وأسمعه كلمات الأغنية على التليفون. أعجب عبد الوهاب كثيرًا بكلمات الأغنية،ولاقت هوى في نفسه، لأنه كان يحب أمه كثيرًا
على الفور،ومن منا لا يحبُّ أمه؟؟
واكتشف فيما بعد، أن محمد عبد الوهاب سجَّلها في ورقة عنده، ووعده الأخير بتلحينها. وفوجئ الشاعر الكبير في اليوم التالي هو ووالدته بالأغنية تذاع في الإذاعة المصرية بصوت فايزة أحمد.
اندهش حسين السيد واتصل بعبد الوهاب مستفسراً عما حدث، فقد ترك له الأغنية منتصف الليل، واكتشف في الصباح بثها في الإذاعة. فقال له عبد الوهاب بأنه أعجب بالكلمات ولحّنها في 15 دقيقة، واتصل بفايزة أحمد، ودعاها على الفور لتتدرّب على اللحن.
وكانت الأقدارُ تحيط بالجميع. فيسر الله لهم. حفظت المطربة الكبيرة الكلمات بسهولة، وأدّت البروفات بسلاسة ويسر، حتى مطلع الفجر. ومع إشراقة صباح يوم 21 مارس، وهو عيد الأم، كانت فايزة أحمد في الإذاعة المصرية تسجل الأغنية لتبث في العاشرة مساء اليوم نفسه، وتنطلق عبر الأثير في سماء العالم العربي لتحفر اسمها بحروف من نور في قاوب الأجيال. و تصبح أهم أغاني عيد الأم على الإطلاق
التعليقات على الموضوع