الوليد بن عبيد الطائي، ولقب بالبحتري....سلامٌ عليكمْ لا وفاءٌ ولا عهدُ

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

الوليد بن عبيد الطائي، ولقب بالبحتري....سلامٌ عليكمْ لا وفاءٌ ولا عهدُ

 



سلامٌ عليكمْ لا وفاءٌ ولا عهدُ

تذكَّروا الشاعر :
البحتري ( ٨٢١ - ٨٩٧ م ) اسمه الوليد بن عبيد الطائي، ولقب بالبحتري لقصر قامته بينما يرجح البعض أنَّ سبب هذا اللقب هو انتسابه لبني بُحتر أحد فروع قبيلة طي، وُلد البحتري في مدينة منبج السورية ومات فيها .
يُعدُّ البحتري أحد أشهر شعراء العصر العباسي حيث يُطلق على شعره " سلاسل الذهب " وقد عاصر البحتري المتنبي وأبا تمام، وقيل لأبي العلاء المعري مَنْ أشعر الثلاثة فقال : المتنبي وأبو تمام حكيمان والبحتري شاعر .
سألقي الضوء على إحدى قصائده الرائعة
[سلامٌ عليكم لا وفاءٌ ولا عهدُ] هذه القصيدة فريدة من نوعها متينة ببنائها، فيها من الجزالة ودقة الوصف ما يؤكد شاعرية البحتري وعبقريته،قالها البحتري يصف فيها صراعاً بينه وبين ذئبٍ جائعٍ..
كلاهما يتضوّر جوعاً حتى همّ كلٌّ بصاحبه
ثم كانت الغلبة للبحتري فقتل الذئب.. و شواه و أكل منه ما يسدُّ به رمقه ...
يبدأ الشاعر قصيدته بالوقوف على الأطلال وتذكر المحبوبة حيث يقول :
١- سلامٌ عليكمْ لا وفاءٌ ولا عهدُ
أَما لكمْ من هجرِ أحبابكم بُدُّ
٢- أَأَحبابَنا قَدْ أنجزَ البينُ وعدهُ
وشيكًا ولم يُنجزْ لنا منكمُ وعدُ
٣- بنفسيَ مَنْ عذَّبتُ نفسي بحبِّهِ
وإنْ لم يكنْ منهُ وصالٌ ولا ودُّ
٤- حبيبٌ من الأحبابِ شطَّتْ به النَّوى
وأيُّ حبيبٍ ما أتى دونهُ البعدُ ...
إلى أن يصل إلى غرضه ويصف الذئب والمعركة التي دارت بينهما قائلًا :
٥- وَلَيلٍ كَأَنَّ الصُبحَ في أُخرَياتِهِ
حُشاشَةُ نَصلٍ ضَمَّ إِفرِندَهُ غِمدُ
٦- تَسَربَلتُهُ وَالذِئبُ وَسنانُ هاجِعٌ
بِعَينِ ابنِ لَيلٍ ما لَهُ بِالكَرى عَهدُ
٧- أُثيرَ القَطا الكُدرِيَّ عَن جَثَماتِهِ
وَتَألَفُني فيهِ الثَعالِبُ وَالرُبدُ
٨- وَأَطلَسَ مِلءِ العَينِ يَحمِلُ زَورَهُ
وَأَضلاعَهُ مِن جانِبَيهِ شَوى نَهدُ
٩- لَهُ ذَنَبٌ مِثلُ الرَشاءِ يَجُرُّهُ
وَمَتنٌ كَمَتنِ القَوسِ أَعوَجَ مُنأدُّ
١٠- طَواهُ الطَوى حَتّى استَمَرَّ مَريرُهُ
فَما فيهِ إِلّا العَظمُ وَالروحُ وَالجِلدُ
١١- يُقَضقِضُ عُصلاً في أَسِرَّتِها الرَدى
كَقَضقَضَةِ المَقرورِ أَرعَدَهُ البَردُ
١٢- سَما لي وَبي مِن شِدَّةِ الجوعِ ما بِهِ
بِبَيداءَ لَم تُحسَس بِها عيشَةٌ رَغدُ
١٣- كِلانا بِها ذِئبٌ يُحَدِّثُ نَفسَهُ
بِصاحِبِهِ وَالجَدُّ يُتعِسُهُ الجَدُّ
١٤- عَوى ثُمَّ أَقعى وَارتَجَزتُ فَهِجتُهُ
فَأَقبَلَ مِثلَ البَرقِ يَتبَعُهُ الرَعدُ
١٥- فَأَوجَرتُهُ خَرقاءَ تَحسِبُ ريشَها
عَلى كَوكَبٍ يَنقَضُّ وَاللَيلُ مُسوَدُ
١٦- فَما ازدادَ إِلّا جُرأَةً وَصَرامَةً
وَأَيقَنتُ أَنَّ الأَمرَ مِنهُ هُوَ الجِدُّ
١٧- فَأَتبَعتُها أُخرى فَأَضلَلتُ نَصلَها
بِحَيثُ يَكونُ اللُبُّ وَالرُعبُ وَالحِقدُ
١٨- فَخَرَّ وَقَد أَورَدتُهُ مَنهَلَ الرَدى
عَلى ظَمَإٍ لَو أَنَّهُ عَذُبَ الوِردُ
١٩- وَقُمتُ فَجَمَّعتُ الحَصى وَاشتَوَيتُهُ
عَلَيهِ وَلِلرَمضاءِ مِن تَحتِهِ وَقدُ
٢٠- وَنِلتُ خَسيسًا مِنهُ ثُمَّ تَرَكتُهُ
وَأَقلَعتُ عَنهُ وَهوَ مُنعَفِرٌ فَردُ
٢١- لَقَد حَكَمَت فينا اللَيالي بِجورِها
وَحُكمُ بَناتِ الدَهرِ لَيسَ لَهُ قَصدُ
٢٢- أَفي العَدلِ أَن يَشقى الكَريمُ بِجورِها
وَيَأخُذَ مِنها صَفوَها القُعدُدُ الوَغدُ
٢٣- سَأَحمِلُ نَفسي عِندَ كُلِّ مُلِمَّةٍ
عَلى مِثلِ حَدِّ السَيفِ أَخلَصَهُ الهِندُ
٢٤- لِيَعلَمَ مَن هابَ السُرى خَشيَةَ الرَدى
بِأَنَّ قَضاءَ اللَهِ لَيسَ لَهُ ردُّ .
================
شرح بعض المفردات:
٥- الحشاشة: البقيّة اليسيرة..
- النصل: الحد
الإفرند: جوهر السيف ووشيه .
٦- تسربلته: أي غشيت فيه ولبسته
٧- القطا: الحمام البري
- الكدري : ضرب من القطا، لونها أغبر
- الرُبد: النعام وهو من لون الرماد والغبرة
٨- الأطلس: من صفات الذئب لأن لونه أغبر رمادي..
- الزور : الصدر
- وأضلاعه من جانبيه شوىً نهد: أي أضلاعه بارزة..ناهضة..من الجوع
٩- الرشاء: حبل البئر..
- المتن : الظهر و كمتن القوس أي منحنٍ كانحناء القوس
- منأد : معوجّ مائل و هي توكيدٌ لأعوج..
١٠- الطوى : الجوع
- استمرّ مريره: من المرِّة وهي القوّة أي استحكم الجوع فيه استحكاماً
١١- يُقضقض: أي يقارع أسنانه و هو هنا من الجوع..
وهو مثل تقارع الأسنان في البرد عند الارتعاش..
العُصل: الأنياب..
- أسرّتها: في أصولها أو طرائقها....
قضقضة: رعشة واهتزاز في الأسنان من البرد
- المقرور: المرتعش من البرد..و القرّ هو البرد..
١٤- الإقعاء: الجلوس بالإعتماد على الإليتين
- فارتجزت: الإرتجاز حركة واضطراب مع صوت
١٥- أوجرته: أي رميته..
- خرقاء:صفة للرمية من الإختراق و الريش هنا ريش السهم
- بحيث يكون اللب والرعب والحقد: المقصود القلب أي رماها رميةً اخترقت وغابت في قلبه
٢٠- خسيساً منه : أكل منه ما يسدُّ به رمَقه...
- منعفر: متلطّخٌ وجهه بالعَفر و هو التراب..
٢٢- القُعدد : الجبان .
--------------------
دمتم بخير ....
وإلى اللقاء مع شاعر اخر

اعداد طلال الحاج يوسف

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان