اُوصِيكَ بِي خَيْرا....سعيدة باش طبجي

أو تَاقَ ثَغْرِي يَرْتَوِي مِنْ

 

اُوصِيكَ بِي خَيْرا

إنْ رَامَ نَبْضِي للذُّرَى أن يَحمِلَكْْ ☆
أو تَاقَ ثَغْرِي يَرْتَوِي مِنْ
نَبْعِكَ الرَّيَّانِ
يَرْشُفُ سَلْسَلَكْ ☆
أوْ رَامتْ الأشْواقُ في غَسَقِ الجَوَى
و السُّهْدُ يَأْكُلُ جَذْوَتِي..
أنْ تَسْألَكْْ ☆
سَأقُولُ و الأشْعارُ تَقْدَحُ
صَبْوَتِي
والرَّغْبَةُ الرَّعْناءُ تَشْحَذُ دَهْشَتِي:
"" بِاللَّهِ قُلْ لِي یَا مَلَکْ !☆
هلْ لِي عَنِ الإلْهَامِ
والنَّبْضِ المُعمَّدِ بالشَّذَا أنْ أَسْأَلَکْ ؟☆
هلْ یَا تُرَی هَذا القَریضُ و کلُّ هَذا الحُسْنِ لَکْ؟☆
کَیْفَ الجَمالُ طَرِیقَ حَرْفِکَ قَدْ سَلَکْ ؟☆
مِنْ أیْن جَاءَتْکَ المَعانِي و المَغَانِي
کَیْفَ ألهَمَتْ المَجَازاتُ اللّذِیذَةُ بُلْبُلَکْ ؟☆
أوْ کَیْفَ عَرَّشَتْ التَّصَاوِیرُ الشَّذِیَّةُ فِي جِدَارِکَ
أثّثَتْ بالوَرْدِ والنِّسرِينِ و الرَّيْحَانِ
و الفُلِّ المُضَمَّخِ بالنَّسَائمِ مَنْزِلَکْ؟☆
مَنْ أرْسَلَکْ ؟☆
مِنْ أیْن جئتَ؟
و مَنْ رَمَاکَ عَلَی دُرُوبِي؟
فاسْتَحَالَ العَلْقَمُ المَسْمُومُ شَهْدًا
و الشَّذَى أضْحَی شَذًا
فَاضَتْ نسائمُه
تُضَمِّخُ مَحْفَلَكْ ☆
هَل جِئْتَ مِنْ حَبَّاتِ دَالِيَةٍ
تَمِيهُ زُلَال شَهْدٍ ذائِبٍ
يَسرِي فَيَسْقي باللَّذَائذِ جَدْوَلَك؟☆
أَم فِضْتَ مِن كَرَمِ العَطَايَا
و السَّجَايَا و النَّدَى
و الحُبُّ يَمْلَأُ بِالولائمِ مِرْجَلَك؟☆
هَل أنْتَ مِنْ مُدُنِ القَوافِي؟
مِنْ شَذَا بَغْدَادَ ...مِنْ یَمَنِ الجُمَانِ
ومِنْ عَبيرِ القَیْرَوانِ
و مِن ثَرَی مِصْرَ الجَمالِ
و مِنْ حَدَائقِ بَابِلَ الغَنَّاء
مِنْ هَارُوتَ أو مَارُوتَ
يَنْفُثُ نَفْحَةَ الشِّعرِ الحَلالِ
عَلَى ضِفافٍ مِنْ شَذًا
تَسْقِي بِسِحْرٍ مِقْوَلَك؟ ☆
هَلْ جِئْتَ مِنْ
جُزُرِ الخرَافَةِ
و الأسَاطِیرِ العَجِیبةِ يا تُرَى؟
مِنْ ألفِ لَيْلٍ.. مِنْ حَكايَا شَهْرزادٍ
أوْ بِحَارِ السِّندِبادِ
و مِنْ مَعاريجِ المَدَى
أمْ مِنْ ثُرَیَّاتِ الفَلَکْ ؟☆
مَنْ کَلَّلَکْ؟☆
بالغَارِ و النّسرِینِ تاجًا
مِنْ نُضَارٍ
مَنْ حَبَا فِي بَيْدَرِ الإبْدَاعِ
بِالبُرِّ المُعَمَّدِ بالذّخائِرِ سُنْبُلَكْ ؟☆
مَنْ دَلَّلَکْ؟☆
مَنْ بالخَمائلِ فِي رُبُوعِ الضَّادِ
فِي فَيْءِ الأهَازيجِ البَدِيعةِ ظَلَّلَكْ؟☆
مَنْ حَاكَ مِنْ خزّ الحُبَيْباتِ الشَّفِيفَةِ
مِنْ مَسَامَاتِ النّسائمِ
مِخْمَلَكْ؟ ☆
مَا أجْمَلَکْ! ☆
و حُرُوفُکَ الفَیْحَاءُ تَسْبَحُ في الفَلَکْ☆
و تَدُکُّ أعْمِدَةَ الضَّبۭابِ
و تَنْثُرُ الأنْوارَ في قَلْبِ الحَلَکْ☆
و مَدَارُک الرَّیّانُ زاهٍ
رَغْمَ أعْتَامِ التَّهاوِي
فِي مَتَاهَاتِ الهَلَکْ ☆
فَلِمَ الجَفاءُ و كُلُّ هَذَا الصََمْتِ
يَعْرُونا إذَا رَفّتْ ضُلوعِي
ذَاتَ وَجْدٍ
تَبْتَغِي أنْ تَسْأَلَكْ: ☆
كَيْفَ الغَرامُ طَريقَ قَلْبكِ مَا سَلَكْ؟☆
أفَلَمْ تعَلِّمْكَ الكِنايَاتُ الّتِي نَمَّقْتَها
ْأنْ تَسْتَجِيبَ لعِشْقِ مَنْ
للنُّور فِي هَامِ المَحَبَّةِ
قَد دَعَاكَ و جَلَّلَكْ ☆
و رُضَابَ شَهْدٍ فِي لَمَى الأشْعَارِ..
فِي ثَغْرِ القَوافِي...
قَدْ سَقَاكَ وَ جَمّلَكْ ؟☆
و نُبُوءَةَ الشِّعرِ النَبِيلِ
بِمَربَعِ العِشْقِ الأصِيلِ
هَدَاكهَا..و حَباكَها...
و جَلالَها و جَمالَها.. قَدْ حَمَّلَكْ ؟☆
لَا لَا تَخَفْ
لَنْ أخْذُلَكْ ☆
لا تخْشَني...لنْ أسْتَبيحَ الجَذْوةَ الغَرّاءَ
في نَبْضِ الهَوَى
لنْ أُذْبِلكْْ...☆
الحُبُّ عنْدي بُهْرةٌ قُدسيّةٌ
لنْ تسْتبيحَ صفاء حَرْفكَ و الرُّؤى
لنْ تُخْجِلكْ ☆
و الشِّعرُ عِندي بوْحُ صَبٍّ عاشقٍ
و رَحِيقُ ورْدٍ عابقٍ
بشِغافِ طِفْلٍ خافقٍ
و رُؤى رَسُولٍ سَامقٍ
لَنْ يسْتَبيحَ جمالَ حَرْفكَ
لا تَخَفْ... لنْ يُهْزلَكْ ☆
و الحُزْنُ في قلبِي و حرْفِي
نفْحةٌ رُوحيّةٌ
و كاَبةٌ صُوفيّةٌ
للحُبِّ والنُّورِ الشَّفيفِِ
سَتصْطَفيكَ لتُرْسِلَكْ ☆
اُوصِيكَ بِي خَيْرا
فلا تَصْلُبْ لَهِيبي
في عَمُودِ برُودكِ المشْحُونِ
بالأشْواكِ و القُثّاءِ
و الضّوْءِ المُلغَّمِ بالحَلَكْ ☆
عَلِّمْ حُرُوفي کیْف تَجْتازُ الظّمَا
حتّی تعُبَّ ..شَذًا زُلالًا.. سَلْسَلَکْ ☆
علّمْ حُرُوفي كيْف ترْتادُ النُّجُومَ السّامِقاتِ
وتمْتَطي ظهْرَ الفَلكْ ☆
علّمْ يَديّ الدّفْءَ يشْحَذ جَمْرتي
عَلّمْ جَبيني النُّورَ يُوقِد بُهْرتِي
حتّى عُيُوني لَا تُجافِيها الرُّؤى
و يَجِفُّ نبْعٌ كانَ يوْما مُنْتدَايَ و مَنْهَلكْْ ☆
و بِجَذْوتي تخْبُو نُجُومٌ
و السُّها تَهْوي بأحْلامِ المَدَى
و النّبضُ لا يَرْتادُ إلّا مَعْقلَكْْ ☆ ""
☆♡☆♡☆
يانبْضَ صَبْوتِيَ العَميدَةَ
و العَنِيدةَ
مَنْ تُرَى قَدْ ضَلَّلَكْ ؟☆
منْ يا تُرَى بالوَصْلِ يوْمًا
أمَّلَكْ؟ ☆
و بعَتْمة الحُلْمِ المُخَضَّبِ بالجَوَى
و اليَأْسِ و الدَّمْعِ الهتُونِ
و بالدُّجَى
قدْ زَمَّلَكْ ☆
و بصَخْرةِ الإفْلاسِ
و العَجْزِ المُدُمّرِ للذُّرَى
قَدْ أثْقلَكْ ☆
ذَبُلتْ سَنابِلُكَ الثَّقيلةُ بالأسَى
و تَسَاقَطتْ هامَاتُها
مِزَقًا عَلى رُصُف النَّوَى..و هُوَى الهَلَكْ ☆
لا تَحْصِدْ السِّيقَانَ مِنْها
يا جَوَى الأوْجَاعِ
اِرْفَعْ مِنْجَلَكْ ☆
یا خَيْبةَ الآفاق فِي قلْبِ المَدَى
مَنْ حَلّلَكْ ؟☆
يا صَبْوتي الرَّعْناءَ ...يا أرجُوحَةً
ألقتْ بأحْلامِي شَظايَا
في سَرادِيبِ الحَلَكْ ☆
لمْ يبْقَ لي..في مِحْنَتي.. أفْقٌ
سِوَى أنْ أقتُلَكْ ☆☆☆

سعيدة باش طبجي

ليست هناك تعليقات