درة اللغات..أنسام الحسيني

ضياءٌ فاءَ باديةً ظِلالا

 


درة اللغات

ضياءٌ فاءَ باديةً ظِلالا
كسا الدنيا فزيّنَها جلالا
يَفيضُ بيانُهُ شهدًا صبيبًا
يذوقُ جناهُ من عشقَ الدّلالا
فراتٌ سال فاخضرّتْ برايا
وطابتْ بقعةٌ زادتْ جمالا
عقولٌ فاقتِ الأكوانَ علمًا
فيوضاتٌ غدتْ خيرًا طِوالا
لسانياتُ كلِّ الناسِ بدءٌ
كذا ختمٌ تصيرُ سدًى هزالا
ولسنُ العُرْبِ شامخةٌ بيانًا
فمنْ رامَ السقوطَ دعا محالا
لها عزٌ وفخرٌ ذاعَ صيتًا
شذاها منْ لدن كنعانَ جالا
تُناغي في الرسومِ وهمسِها لو
حةً وكأنما صِيغتْ غزالا
فأيُّ الحرفِ أسلُكُهُ غناءً
وأيُّ قوافيَ المُبدي كمالا
بديعٌ يمتطي لفظًا أنيقًا
وبحرٌ يلفظُ الدرَّ المِثالا
ومزنٌ يمطرُ الهوماءَ نفعًا
فيفترشُ السنابلَ والرمالا
أشارتْ بالبنانِ بناتُ جنسٍ
بمدحٍ فاعتلى هامٌ هلالا
فللهِ الفضائلُ من قطوفٍ
تربَّعَتِ العقولُ زكتْ خصالا
فكم من عاشقٍ لرباكِ غنَّى
فهامتْ فيكِ أكوانٌ سجالا
وكم من صائدٍ كلمًا تمنَّى
مريدًا يطلبُ الشيءَ المحالا
على كفِّ الخليلِ نما عبيرٌ
أريجٌ في الرُّبا غربًا شمالا
خمائلُه الدفيئةُ في حماها
غفا همسُ القريضِ علا منالا
فيا لغةٌ حروفٌ في رباها
تزيدُ كنوزُها دررًا جبالا
لقدْ طيَّبْتِ أفواهًا بطيبٍ
وبلسمْتِ المواجيعَ العُضالا
وأذكيْتِ العقولَ حصيفَ فكرٍ
وأنعشتِ الفؤادَ دنا وِصالا
أبعدَ رُضابِ أعسالٍ تُشَهِّي
ألوذُ بسُكْرِ معصورٍ نهالا ؟!
سلامٌ مِنْ إلهي، صادقٌ وعـْ
دُهُ طابَتْ بِهِ الرُّوحُ ابتِهالا
لغاتُ الكونِ كالغسقِِ اعتلالا
وحرفُ كتابِِنا نورٌ تعالى

أنسام الحسيني

ليست هناك تعليقات