الشاعر السوري عبد الكريم سيفو يكتب ...فقْـــــــــــــــــد
فقْـــــــــــــــــد
لِمَ كلُّ شيءٍ كان قربكِ أحلى ؟
يا مَنْ زرعتِ بحقل روحيَ فُلّا
لِمَ كلّ شيءٍ كان يشــعل خافقي ؟
لو قلتِ : أهلاً بالحبيب وســــهلا
وأطـــير نحوكِ عاشــــقاً متبتّــلاً
وكأنّ وجــــــهَ المجدليّــــة طــلّا
أنا ما نسـيتكِ رغم كلّ مزاعمي
حاشـــا , وحقِّكِ ما سـلوتُ , وكلّا
ما هاجت الذكرى ,وأسقمني الجوى
إلّا وطيفكِ في فؤادي حـــــــــلّا
أو مرةً عبر الهــوى في خاطري
إلّا وخـــــــدّي بالدّموع ابتـــــــلّا
لكأنكِ الدّنيــــا , وكلُّ نســــــائها
لم يقدر الولهـــان أن يتخـــــلّى
ما زلتِ تحتلّين عمــــــري عنوةً
ما كنتُ أرفض منكِ أن يُحتَلّا
ما زال طيفكِ في الصبـاح يزورني
كالورد ينشر عطـــــرَه مُنْهــــــــلّا
وتشــــاركيني قهـــوتي , وكأنني
قد عدتُ من فرْط السـعادة طفلا
وأُحسُّني مثل الفراش أهيم في
عينيكِ , أو أني غدوتُ النحْـــــلا
أجني الرّحيق من الشـفاه بحرقةٍ
وأضمّ وجهــــاً من حيـاتي أغلى
لهفي على قلبٍ يكابــــد مخلصاً
وهو الذي بالحبّ صــــام , وصلّى
عودي له , إنّ الحيــــــاةَ قصيرةٌ
فعسى يعود ربيعُنــــا , ولعـــــــلّا
هذا الهوى المجنون أرهق مهجتي
هلّا أجبتِ لِمَ القطيعة ؟ هـــــــلّا
كم كنتُ ضلّيلاً بفقْــــدكِ حلوتي
فلْترحمي قلباً بفقْــــدكِ ضــــــلّا
عمْـــــر بلا عينيكِ لا أحتـــــاجه
جلّ الذي ســـــوّى جمالكِ , جـلّا
يا منْ بحبكِ قد قُتِلتُ ألا ارجَعي
فأنا بحبّكِ قد عشقتُ القتْــــــلا
لا يُسأل المقتول عن طعناتــــــه
فلْتســـألي من ســـيفَه قد ســـلّا
التعليقات على الموضوع