لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

 

يا أسود

قصة إنسانية. وتعبير عفوي من مضطهد بالعنصرية ، حولته شعرًا ....

في متجر في إحدى دول الخليج ،جاءت امرأة إلى عامل الخزينة،لتدفع ثمن ما اشترته. وأبت نفسها أن يتقدمها مشترٍ سوداني، فقالت له: بلهجتها البدوية (وخِّر ياسْوَد). فتفاجأ بهذا الإحراج أمام المشترين .ووسط ذهول الجميع قال لها بصوت دامع:

(أسود ؟ أسود ؟ ..الأسود ساتْركْ يا امرأة. ) ويقصد عباءتها السوداﺀ.

عاد إلى البيت حزينًا. وبدأ كتابة خواطره وانطباعاته.

أعجبتني القصة وما كتبه نثرًا. فأعدت صياغة انفعالات صاحبها شعرًا ما أمكن، دون أن أخرج عما أراده.وأرجو أن توافوني بآرائكم، وتصوبوا لي ما سهوت عنه لطغيان الانفعال..

يا أسود

ياأسود! !! قالت في قرفٍ

إني أستغربُ.. بل أعجبْ..

الأسود ثوب يسترها

وسوادي يعني لي الوطنا..

يعني أفريقيا السمراءْ..

والأسودُ لوني...

لونُ القوة ..

وسوادي من ربي إهداءْ

راضٍ بل أنعَمُ برضاه

والله الخلّاقُ الأعظم...

قد أبدع لوني وتفرّدْ

والحمد لربي..

كم أنعمَ في الخلق وأوجَدْ

أحمَدُه دومًا بعلاهُ

****

هل تعرفُ شيئا سيدتي

عما في الأسود من ألقٍ؟؟

فلتأتِ الآن لكي تسمعْ.

(١)

يا أسودُ...

لوني لي شرفٌ يا امرأةً

لاتعرفُ شرفَ الإنسانِ

والأسودُ ثوبُ الكعبةْ ..

يلمسُه الحجاج بلهفةْ

والأسودُ ملكُ الألوانِ

.يُفرِحُ من فات طفولته.

بسوادٍ يغزو طلعته.

يبدو في وجهه في الشارب

وسواد يغزو لحيتَه

****

(٢)

يا أسود..

ولْننظرْ لكتابِ الله

يعقوبُ نبيٌّ ينتظرُ..

أضناه الغدرُ..بيوسُفِهِ

والذئب بريءٌ من دمه

فبكى وابيضَّتْ عيناه..

هذا هو نصُّ الآية..

فقدت عيناه سوادَهما .

من حزنٍ الوالد وضناه

فسوادُ العين هو: البصرُ!!

***

(٣)

يا أسود..

والأسود كحلُك سيدتي

حَوَرٌ في العين يُجَمِّلها.

يجعلُها تبدو حوراءْ

والأسودُ في شَعر الإنسانِ شباب ..

وغدًا إن خفَّ الشعرُ وشاب

سيكون الأسودُ خيرَ عزاء

تُخفين الشيبَ مع الأيام

بشبابٍ في الصبغةِ أسودْ.

****

(٤)

أسمعت بصندوقٍ أسود ؟

يحمل أسرار الجو إذا ما حلَّتْ فاجعةٌ

أو سقطت طائرةٌ، أو حلّ قضاءْ..

والذهب الأسود بترولٌ

قد بدَّل صحراء بلادكِ

وجعلَها جناتٍ خضراء.

(٥)

والليلُ بإعجازِ الرحمنْ

قد كان ستارَ الإسراءِ

وسوادُالليلِ الحالكِ

من نِعَمِ الخلّاق..علينا

لولاه لَما كان الإصباحْ

ماكان الجسدُ ليرتاحْ

ولحلّ بجسم المخلوقات الداء

ولضاع شبابُكِ بالإعياء

لولاه لَما بدأ المؤمن نجواهُ

وخلا في الليل لمولاهُ

لولاه..لَما راقتْ للعين الأضواء

لولاه لغابت نجماتْ ..

و انطفأ القمر على الشرفاتْ

(٦)

وقفت ببرود قائلة:

(وخّر) عن دربي يا أسود!!

والبشر جميعًا من آدم ..

والأم لهم جمعًا حواء..

والناس سواسية في الدين..

وكفى إنصافًا وعدالةْ..

قولُ المختارِ لأمَّته

في آخر خطبةْ :

في هذا الدينِ الكلُّ سواء

لايفضُلُ أبيضُ عن أسود

في الدين سوى بالتقوى

والكلُّ عبيدٌ وعبادٌ ..

من خلق الله

وأنا المقصيُّ الأسودُ قد أغدو

عند الرحمنِ أنا الأفضلْ

فالخلقُ جميعًا من صلصال كان ترابْ..

وإليه مآب ..

سيغطي الكفنَ تراب

ومصير الخلق غدًا بعثٌ وحساب..

ويوضع للأقوالِ وللأفعالِ كتاب..

ويومَ الدين يكون ثواب.

للمخلوق أو سيكون عذاب..

(٧)

حقا أختاه أنا أسودْ

لكني.. ليلاً لا أرقدْ

وأقوم وحيدًا أتهجدْ

و أصلي لله و أسجد

و أناجي الخلّاق الأوحد

يا ربَّ الضعفاء أجرني

من نارٍ.. أبدا.. لا تخمد..

ربّي أدعوه وأتعبّد

بخشوع أتبتَّلُ أرجو

أن يغفر للعبد الأسود

د.وجيهة السطل