لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

 

.لاتغاري

دَعي الظُنونَ وَتيهي في الهَوى تيها.............وَلاتغاري فلنْ أحتاجَ تنبيها

جزيرة الحُبِّ لمْ تَقرَبْ سواكِ لها....... وَألفُ سَيفٍ على رمْشيكِ يَحميها

وَكَيفَ تنظُرُ عَيني للنساءِ وقد ...............غَطّى هَواكِ على الدُنيا وَمافيها

تاهَتْ بحُبِّكِ لمّا أبحَرَتْ سُفُني........وَالريحُ قد قَطَعتْ في البَحْرِ صاريها

أنتِ الدليلُ لها فامضي بمقوَدِها...................ففي عُيونك ياليلى مَراسيها

لقد منَحْتُكِ ايّامي فلستُ بها....................وَلستُ أعرفُ صُبحاً من لياليها

رُوحي تُحبُّكِ تفني الليلَ ساهرةً................تَشْكو افتقادكِ وَالأشواقُ تفنيها

صَمْتُ المَدينةِ يُشجي القلبَ حينَ بَدتْ......مَعالِمُ الدُورِ غَرقى في دَياجيها

والرُوحُ تَصرُخُ ياليلى فيُشفقُ لي.............ضَوءُ الشبابيكِ من شتّى مبانيها

فأستَعيدُ ليالينا التي سلَفَتْ.....................وَالعَينُ تُضحِكُها الذكرى وَتُبكيها

بالنفْسِ مَن لوأتتْ عينايَ تأكُلُها.......................وَالشَوقُ يأكُلُني لمّا أُلاقيها

تَجْني عليَّ إذا غابتْ ..وإنْ حضَرَتْ.....يُنسي الجنايةَ جَنْيُ الشَهْدِ من فيها

كرَوعةِ الشمسِ إنْ جاءتْ وإنْ رَحَلَتْ..........حينَ السَحابةُ تُخفيها وتُبديها

رُوحي بروحكِ ياليلايَ قد مُزجتْ.................وَقد تَجلَّتْ وَما أحلى تَجَلّيها

فارْوي أزاهرَها الذبلى على عَجلٍ................فالبُعدُ يقتُلها والوَصْلُ يُحييها

لو قُلتُ أهواكِ لا ألقى لَها عَدَداً...........مثلَ النُجومِ بَدَتْ في عينِ مُحْصيها

أوقدْتِ في القلبِ نيراناً إذا هَطَلَتْ............عَوارضُ الغيمِ عاماً ليسَ تُطفيها

ممّنْ تغارين والغِزلانُ قد هرَبَتْ............من سحْر عينيكِ إذْ جاءتْ تُباريها ؟

إنْ لم تَكُنْ نزَلَتْ خُلْدُ السَماءِ فقد..................أعْطَتْكِ ياقَمري أحلى معانيهاِ

فبرْقُ خدّيكِ للظلماءِ يقشَعُها..................والفخرُ للشَمسِ لو حاولتُ تشبيها

كلُّ القُلوبِ إذا تدنو سينثُرها.......................إعصارُ عينيكِ ياليلى وَيَرميها

عدنان الجميلي