ولي وجلباب...شعر محمد المروني
ولي وجلباب
لَيسَ الوَلِيُّ بِلَابِسِ الْجلْبَابِ
وَعِبَاءَةٍ تَعلُو وَحسنَ خِطَابِ
أَوْ مَنْ بِزَاوِيَةٍ تَرَاهُ مُرَابِطًا
وَمُفَاخِرًا بِالْأَصلِ وَالْأَعتَابِ
أَوْ وَاضِعًا عِطرًا يَفُوحُ بِلِحيَةٍ
حمْرا مُرَتَّبَةٍ بِلَا أَعطَابِ
يَتْلُو لِوِردٍ سَاقَهُ عَنْ شَيْخِهِ
يُوَزعُ الْبَركَاتِ دُونَ حِسَابِ
وَعِبَادةٍ يَزْهُو بِهَا عنْ غَيرِهِ
هَزٌ بِرَأْسٍ طَاحَ بِالْأَلْبَابِ
شَطَحاتُهَا رقْصٌ وَ جِسمٌ كُلُّهُ
عرَقً يَسِيلُ مُزَاحمًا لِلُعَابِ
يَغْشَى الْوَلَائِمَ كُلَّهَا لِلُحومِهَا
مِنْ بَعدُ يَحسُو الشَّايَ بِالْأَعشَابِ
***
كَمْ أَشْعثٍ ؟ كَمْ أَغْبَرٍ ؟ كَمْ أَفْقَرٍ ؟
بِحيَاتِنَا لَسنَا نُعِيرُهُ أَيُّهَا تِرحَابِ
هُوَ قَانِعٌ ! هُوَ شَاكِرٌ ! هُوَ حامِدٌ !
هُوَ نَافِعٌ لِلْغَيْرِ وَالْأَحبَابِ
أَللهَ يَخْشَى فِي سُلُوكِهِ لَمْ يَكُنْ
أَبَدًا بِنَمَّامٍ وَلَا مُغْتَابِ
***
وَحِّد إِلَاهَكَ سَيدِي ثُمَّ استَقِمْ
وارجع لِمَغْفِرَةٍ وَحُسنَ مَآبِ
اللهَ فَاشْكُر كُلَّ حِينٍ نِعمَة
وِاللهَ فَاحمَد عِنْدَ كّلِّ مُصَابِ
وَحِّد إِلَاهَكَ سَيدِي ثُمَّ اسْتَقِمْ
أَنْتَ الْوَلِيُّ وَلَوْ بِلَا جلْبَابِ
التعليقات على الموضوع