أنا أَدريْ بأنِّيَ في ضَياعٍ ...عبدالكريم قرمه
أنا أَدريْ بأنِّيَ في ضَياعٍ
أنا أَدريْ بأنِّيَ في ضَياعٍ
وفكري صارَ يَشطحُ بالخيالِ
وأعلَمُ أنَّ روحي في شَتاتٍ
تُسافرُ شطرَ حُسنكِ للوصالِ
وما أفلَحتُ في ترويضِ نفسي
لأهدأَ منْ جنوني وارتحالي
أنا في هذهِ الدُنيا غَريبٌ
ووجهُكِ موطني وَبهِ انشغالي
فماليَ حيلةٌ إنْ ذابَ قلبي
بثغرٍ ضاحكٍ مِثلَ الهلالِ
وأحداقٍ كَنجماتٍ أَضاءتْ
على عمري بآلافِ الّلآلي
وَوَجناتٍ بها سِحرُ الروابي
أُناجيها بدمعيَ وابتهالي
إلى عينيكِ آوي مِثلَ طيرٍ
وبيْ شغفُ الأَيائِلِ للظلالِ
فهلْ أقوى على الهجرانِ يوماً
وكيفَ أُلامُ في هذا الجَمالِ
مَررتُ أَمامَ بابكِ في صَباحي
أُسائِلهُ وأمعِنُ في السؤالِ
وفي خلدي مِنَ الأشوقِ بحرٌ
أقلّبهُ على جَمرِ اشتعالي
تَركتُ على رَصيفِكِ كلَّ نبضٍ
يؤرِّقُني بِعتماتِ الليالي
مَشيتُ وَخطوتي فيها انكسارٌ
وَعِطركِ كانَ يَعبرُ منْ خلالي
أَجرُّ الشوقَ والأحزانُ خلفي
وَيتبعني شُرودي واختزالي
جَلستُ على ضِفافِ النهرِ وحدي
لِساعاتٍ بِصمتٍ واعتزالِ
فهلْ تُجدي حروفي في الهوى أمْ
كَمنْ خطَّ القصيد على الرمالِ
أَلوذُ إليكِ ياكلَّ الأماني
إذا ماالشوقُ أَسرَفَ في احتلالي
فَمِنْ عينيكِ تُشرقُ شَمس عمري
فأنتِ توهّجي وَبكِ اكتمالي
مَتى أَلقاكِ هلْ هذا مُحالٌ !!
أَجيبي مالِقلبكِ لايُبالي
كَتبتُ إليكِ وَحدَكِ نزفَ روحي
ومابالغتُ يَومَاً في مقالي
حُروفيَ مثلَ مِرآتي وضوحاً
إليكِ بها أَبوحُ عَنِ اعتلالي
هِيَ الأشعارُ ذكرى مِنْ جِراحي
كأنَّ قَصائِدي فيها اغتيالي
وَأكتبها وَدمعِيَ في انسكابٍ
أَجيبيني فهلْ يُرضيكِ حالي
وَقولي ماالذي يُرضيكِ قولي
لأَجلِكِ أَنتِ أَسعى للمُحالِ
لَكِ الأشعارُ يَذرِفُها فؤادي
وَأَصدَقُ أَحرُفي حِينَ ارتجالي
التعليقات على الموضوع