طائِرُ الشَّوك...محمد رشاد محمود

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

طائِرُ الشَّوك...محمد رشاد محمود

طائِرُ الشَّوك...محمد رشاد محمود


(طائِرُ الشَّوك) - (محمد رشاد محمود)

اهتاجَته بواعِثُ الجمال كما تهتاجُ الحائمينَ على المجد ، وتناهبتهُ أصداءُ الحقِّ فساقَتهُ في دُفّاعها ، فأهوَى من الورد إلى حيثُ الشوك ، وردَّدَ ترنيمَتَه الأخيرة تُرَجِّعُ أشواقَ روحه وأشجانَ قلبه ، وقد أدمَى صدرَه الشوكُ ، فانتَشَلَهُ إلى حَتفهِ - نظَمتُها في مطلَع صيف عام 2000 وعَنوَنتُ بها ديوانًا من دواويني التي أرجو أن يكونَ لها حظُّ النّشر والسفور . .
أهــــابَ الـــوَردُ بالعُـصفو
رِ صَفِّـقْ في حِمَى نَشري
فَيــا بُشْرَى نَمـــــا عُـودي
ويَــــا بُشرَى ذَكــا عِطـري
ورَفَّ علَـى خدودي الطَّلــ
لُ خفَّــاقَ السَّنَا المُشْـرِي
ولا كــالغـــــادةِ المَيْــــسا
ءِ في أفـوافِــهــا الـزُّهْـــرِ
فَرَفْـرَفَ يَنـفـضُ الأَريَـــــا
شَ فـي أوراقِــــهِ الغُـضْرِ
ويَـرتَـعُ فـي رُواءِ الـــزَّهْــ
ــرِ مِـن جنَّاتِــــــه الخُضْرِ
تَناهَـبُـــهُ الهُــمومُ كَمَـــــا
يَــشِبُّ القَيـْـــظُ لِلـقَــطْـرِ
فَيَلـــقِطُ رَيِّــــقَ الأنـْــــدا
ءِ مِـــن ثَـــغْرٍ إلــى ثَـــغْـرِ
يُمـــازِجُ بـاختـــلاجِ الضَّو
ءِ أطْيَـــافَ الـــرُّؤى الـغُّـرِّ
تَـألَّـــقَ لا كَعِـقْــــدِ الــــدُّر
رِ مَنـضودًا علــى الـصَّـدْرِ
تَـوَسَّدَ فـي نَـجِيِّ الــحُلــ
ــمِ نَهْــــدَي كاعِبٍ بِـكـــرِ
ورَجْرَجَهُ الصِّبَـــا الرَّيَّـــــا
نُ فـي تَرْنيــمَــةِ الــخَصْرِ
وأوغَلَ نــافِضًا في النُّـــو
رِ عِطْفَي نَـافِضِ الــوِقْــرِ
وأغرَتْــهُ الفُتــونُ فمَــــــا
دَرَى والـدَّجْـنُ يَـسْتَشْرِي
وتَـسحَبُ ذَيلَهَــــا بالأُفـــ
ــــقِ شَمـسٌ ثَــــرَّةُ الأُزرِ
وأعـرَى جُـؤجُـؤًا لِـلـشَّــوْ
كِ لا يُـطوَى علـى غِـمْــرِ
فأنَّ علــى ضِـرامِ الشَّــو
قِ فـي إطلالَــــةِ البَـــدْرِ
وأهــوَى مُثــقَلَ الجَفْنَيْــ
ــنِ طَوْعَ النَّـابِ والظُّفـرِ
يُــصارِعُ كَبْـــــوَةَ العُـشَّـا
قِ مأزومًــــا لَــدَى البُهْـرِ
تُلَــــدِّغُــــهُ النِّـــمـالُ إذا
يُوالـــي الزَّفْــرَ بـالـزَّفْــرِ
ويَحصُبُــهُ ذُبَـابُ الـلَّـيـْــ
ـــلِ في الأحداقِ وَالنَّحرِ
وخَـفّ لَـهُ رَطيـبُ النَّســ
ـــمِ كالرَّبَّـــــاتَةِ الظَّئْــــرِ
تُهَـــدِْهِدُ صَدْرَهُ المَكلـــو
مَ في تَهــــويـــمَةِ الفَجْرِ
فَشَـــبَّ علـى أنامِلِــــــهِ
كَلِيــــلَ الخافِقِ الطُّهْـــرِ
ورَقـرَقَ في فَضاءِ الكَــوْ
نِ شَجْـوَ الصَّبِّ لِلْــهَـجْـرِ
كَمَــــا لَــمْ يَشْدُ غِرِّيـــــدٌ
طَليــقُ الشَّدْوِ والطَّيْـــرِ
ورَجَّـعَ خَفْـــقَ أنَّتِــــــــهِ
دروبُ الغـَـابِ والـغُـــدرِ
قَضَى والخاطِرَ المَيْــمـو
نَ في بحبــوحَةِ العُمْـــرِ
كَـذا مَنْ ساغَ في الأشوا
قِ صابَ الغَـدرِ والنُّكْــــرِ
وَمَنْ يُسلِــمْ لِكَــفِّ المَجْـ
ـــدِ رُوعًًـــا والِهًــــا يَفــرِ
(محمد رشاد محمود)
.............................
أشرَى البَرقُ : لمَعَ . الرِّواء (بكسر الراء) : المَنظَرُ الحَسَن .
الوِقْر (بِكسر الواو) : الحِملُ الثقيل .
الدَّجْنُ : إلباسُ الغَيمِ الأرضَ وأقْطارَ السَّماء . الجُؤجُؤ (كهُدهُد) : الصَّدر .
الغِمْرُ : الحِقدُ . البُهْرُ : انقِطاعُ النَّفَسِ مِن الإعياءِ .
الظِّئْرُ : العاطِفَةُ على ولَدِ غَيرِها المُرضِعَةُ لهُ في الناسِ وغَيرِهم .
قَضَى : ماتَ . الرُّوعُ (بضَمِّ الرَّاء) : القَلبُ والذِّهنُ والعَقلُ .
يَفري : يَشُقُّ ، والمَقصود يُهلِكُهُ ويُجهِزُ عليه

محمد رشاد محمود

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان