إِنَّ السَّماءَ وَما تُظِلُّ شُهودُ ....أحمد المنصور العبيدي

 



إِنَّ السَّماءَ وَما تُظِلُّ شُهودُ


إِنَّ السَّماءَ وَما تُظِلُّ شُهودُ
لِله أَنْ لا غَيْرَهُ مَعْبودُ
وَالْأَرْضُ شاهِدَةٌ بِقُدْرَتِهِ وَما
في جَوفِها أَو فَوْقَها مَوجودُ
فَسَلِ السَّماءَ إِذا رَأَيْتَ عُلُوَّها
كَيْفَ الْعُلوُّ وَما هُناكَ عَمودُ
وَسَلِ النّجومَ وَأَنْتَ تَعْهَدُ ضَوْءَها
مِنْ أَيْنَ يَأْتي ضَوءُكِ الْمَعْهودُ
أَمْ هَلْ سَأَلْتَ الشَّمْسَ تَبْعَثُ نورَها
أَنّى لَها حَتّى تُنيرَ وَقودُ
أَمْ هَلْ سَأَلْتَ الْبَدْرَ بَعْدَ كَمالِهِ
يا بَدْرُ كَالعُرجونِ كَيْفَ تَعودُ
أَمْ هَلْ سَأَلْتَ الْمُزْنَ كَيْفَ تَجَمَّعَتْ
أَمْ كَيْفَ يَصْحَبُ هَطْلَهُنَّ رُعودُ
أَمْ هَلْ سَأَلْتَ الرّيحَ لَمْ يُعْلَمْ لَها
كُنْهٌ وَلَكِنْ فِعلُها مَشْهودُ
وَسَلِ الجِبالَ تَبايَنَتْ أَلْوانُها
كَيْفَ الْبَياضُ وَكَيْفَ بَعْضُكِ سودُ
أَمْ مَنْ كَسا بَعْضَ الْجبالِ بِحُمْرَةٍ
حَتّى بَدَيْنَ كَأَنَّهُنَّ ورودُ
وَسَلِ الْأُسودَ تَلَطَّفَتْ بِصِغارِها
مِنْ أَيْنَ هَذا اللُطْفُ وَهْيَ أُسودُ
بَلْ سَلْ ضِعافَ الطَّيْرِ كَيْفَ تَجاسَرَتْ
ضِدَّ الصُقورِ عَنِ الْفراخِ تَذودُ
وَإِذا رَأَيْتَ الدّودَ يَخْزِنُ قوتَهُ
فَاسْأَلْهُ كَيْفَ عَلِمْتَ ذا يا دودُ
وَسَلِ الصُّخورَ الصُّمَّ كَيْفَ تَشَقَّقَتْ
ماءً فَمِنْهُ الظامِئونَ ورودُ
إِنَّ الْخَلائِقَ كُلَّها لَوْ لَمْ يَكُنْ
مِنْ موجِدٍ أَنّى لَهُنَّ وجودُ
يا أيُّها الْإِنسانُ كن مُتَفَكِّراً
في خَلْقِهِنَّ فَإِنَّكَ الْمَقصودُ
فيهِنَّ للهِ العَظيمِ شَواهِدٌ
تَهْدي وآثارٌ إِلَيهِ تَقودُ
اللهُ أَوْجَدَها إِلى أَجَلٍ إذا
يَأتي فَما بَعْدَ الوُجودِ فُنودُ
وَالْحَشْرُ مِنْ بَعْدِ الْفَناءِ فَواقِعٌ
كُلُّ هُناكَ لِرَبِّهِ مَرْدودُ
وَالناسُ مَخْتومٌ على أَفْواهِهِمْ
كُلٌّ جوارِحُهُ عَلَيْهِ شُهودُ
لا والِدٌ يَجْزي عَنِ الْمَولودِ أَوْ
يَجْزي بِهِ عَنْ والِدِ مَولودُ
يا رَبِّ عُدْتُ إِلَيْكَ تَحْمِلُني الْخُطى
خَجْلى فَثوبُ عِبادَتي مَقْدودُ
لَكِنَّني ربّي بِعَفْوِكَ واثِقٌ
وَوَثِقْتُ أَنَّكَ راحِمٌ وَوَدودُ
يا رَبِّ فاعْفُ وَجُدْ عَليَّ بِرَحْمَةٍ
مَنْ ذا سواكَ عَلى الْعبادِ يَجودُ
إنْ فَرّطَتْ نَفْسي بَعَهْدِ مِنْ هَوى
فَالْقَلْبُ ربّي عَهْدُهُ مَعْقودُ

أحمد المنصور العبيدي

ليست هناك تعليقات