شُجُوْنٌ على قارِعَةِ الغُربَة ...عائض الثبيتي
شُجُوْنٌ على قارِعَةِ الغُربَة
في غُربَتِيْ قُلْتُ إنّ النّاسَ أغْرابُ
مِثْلِيْ ، وللبُعدِ والتّغْرِيْبِ أسْبابُ
كي لا أُثِيْرَ الخَفايا بِيْنَ أجْنِحَةٍ
حَوْلِيْ فَيَشْقَى بِبَعضِ الجَهْرِ أحبابُ
للهِ ما كنتُ أشْكُوْ طُوْلَ مُغتَرَبي
يا أهْلَ وِدّي فما للصَّبْرِ أطنابُ
أخْفَيْتُ جَهْدِي فَباتَ الوَجْدُ يَعصِرُنِي
واغْرَوْرَقَتْ مِنْ مِدادِ النَّزْفِ أَثْوابُ
شَكْوَى فِراقِيْ حَمامُ الدَّارِ يَعرِفُها
إذْ هُجِّرَتْ في غُضُوْنِ البَيْنِ أسْرابُ
كمْ أرَّقَتْنِيْ تَبارِيْحُ النَّوَى وَرَوَتْ
عَنِّيْ شُجُوْنِيْ وَصَرْمُ الوَصلِ غَلَّابُ
لَمْ تَكْتَحِلْ عَيْنُ حَظِيْ بِالْمُنَى ، فَبَرَى
حالِيْ مُحالِيْ وجُلُّ الدَّهْرِ أوْصابُ
مَنْ لِيْ بتِلْكَ الرُّؤى في عَهْدِ سَابِقَةٍ
كانَتْ رَبِيْعاً وفِيْها الأرضُ مِخْصابُ
ما ذا جَرَى حِيْنَما جَفَّتْ مَوارِدُها
واسْتَبْدَلَتْ زَهْرَها بالشَّوْكِ أقْطابُ؟
يا لَهْفَةَ النَّفْسِ إذْ عَزَّتْ مَطالِبُها
واسْتنْطَقَتْها فُصولٌ طعمها الصّابُ
إنْ عَلَّلَتْنِيْ مَزاراتُ الصِّبا رَجَعَتْ
تَنْفِيْ وُجُوْدِيْ وغَيْمُ القَطْرِ يَنْجَابُ
أعشُوْ إلى فُرْجَةٍ في سَدِّ دائِرَتيْ
فَتَنْتَهِيْ دُلْجَةً مِنْ خَلْفِها غابُ
لَكِنَّ للْقَلْبِ أحلاماً تُراوِدُهُ
عَبْرَ المَسافاتِ قَد يَبْدُوْ لها بابُ
لا يأسَ من نفحةٍ تأتي مُتَوَّجةً
بالمُرْتَجَى حيثُ أنَّ الصُّبْحَ أوَّابُ
والليلَ مهما يطُلْ فالشمسُ مُشرقةٌ
حَتْماً ، ليحظى بجمْعِ الشّمْل طَلّابُ
التعليقات على الموضوع