لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

 

هيثم نسور: يا أمَّـة العرب..

بِـئْـسًـا لـعُربٍ لاتـَثـورُ من الغَضـبْ

أَوطـانُـنـا ثـَكـلىٰ، ومَجـدٌ يُغتَصبْ

والأُمَّــةُ الـبَـلــهَــاءُ وَلَّــت أَمــرَهــا 

أَوغـادَ قـومٍ مـن صِلابِ أَبـي لَهبْ

مـاعُـذرُ جَفـني لاتَفـيـضُ دُمـوعُـه

فـالشَّام ضَجَّت بالأَنينِ من التعَبْ

يـامَـوطـنَ الـيُـتْـمِ الذي بـاتَـت بـهِ

فِـلـذاتُ أَكــبــادٍ تُـبـادُ بـلا سَــبَــبْ

عُـبَّـادُ نـيـرانٍ مَـجـوسٍ، أَسْـهَــبُـوا

في الغَدرِ حتى صارَ طَبعًا مُستَتِبْ

رَسَــمـوا هـلالَــهـمُ بـِكـلِّ صَـفَـاقَـةٍ    

وَوُلاتُـنَـا أَصنامُ صِيغَت من خَشَب

فُحشٌ وبـَغـيٌ  وارتـِكـابُ مـجـازرٍ

حاقَت بِنا من كُـلِّ صَوبٍ أَو حَدَبْ

بـيروتُ دار العـلمِ، قَـوَّضَ مجدَها

شُـــذَّاذُ آفـــاقٍ، ومَـنْ هَـــبَّ ودَبْ

والفُرسُ نكَّـلوا بالـشـآمِ وحِقـدهم

كالـمُـدلَـهِـمِّ على العراق، إِذا وقَـبْ

أَمـسَت كـثـيـبًا مثـل جُرْز ٍ أَرضَـهَا

وكـأَنَّ أَهـوالَ الـقـيـامـةِ تَـقـتَـرِبْ

ففُـراتُها يَـشـكـو بـصـوتٍ خـافِـتٍ

نَخلي غَدا سَعَفًا ومائي قد نـَضَبْ

يـا أُمَّــةً أَزْرى الْـخُـنُــوعُ إِبَــاءَهَــا

بـاتَت كَمومِسةٍ تُضاجعُ مَـنْ رغِـبْ

مـانَـفــعُ إِفـكٍ تــدَّعُـــوهُ بـأَنَّــكُــمْ 

أَهـلُ الـكَرامَة والشَّهامَة والحَسبْ

لاتَـسأَلـوا الـتَّـاريـخَ عن ماضٍ لكُمْ

وَرَّثــتُــمُ عـارًا لأَمـجـادِ الـــعَـــربْ

تَبًّـا لكـم قَحُـلَـت فُـروجُ نـسائـكُـمْ

لاتَـسأَلـوا الأَبـنـاءَ عـن أَصـلٍ وأَبْ

لـن تَـأنَـفـوا لو بَـال فـوقَ عقـالِكُـمْ

أَبو لُؤلُـؤه الزِنـديق، لكـن لاعجَـبْ

أَوَلُمْ تَروْا فُرسَ المَجوسِ تَغطرَسوا

فتَكوا بِـبَـغدادٍ وعـاثـوا في حـلَبْ

وبَغَوْا على اليَمنِ السَعيدِ بِحقدِهِم

أَحـفـادُ كِـسـرى لا حـيــاءً أَو أَدبْ

يَـتـظـاهَـرون بـأَنَّـهـم أَعـداءُ مَـنْ

للقُدسِ في سَطوٍ وحَيفٍ، يَغتَصِبْ

هَـتَكـوا نـِسـاءَ المُسلميـنَ وذَبَّحوا

 أَطفالَنـا مِـن دون ذَنـبٍ مُـرتَـكَـبْ

أَوكُـلَّـمـا تَخبـو الـسَـعـيرُ بِـأَرضـنـا

يَذكـون جَمـرَ النارِ حِقدًا بالحَطُبْ

سِيئَت وجوهُهمُ، وأَخفَقَ سَـعـيُهُمْ

شِـيـماتُهم حَبـكُ المَكـائِد والخَبَبْ

سـنُعيـدُ مَجـدَ الـقـادسيَّـة سـامِـقًا

ونَدكُّ عَرشَ الفُرسِ، لو شَقَّ الأَرُبْ

وتَـعودُ شـامُ اليـاسَميـنِ لمـَجـدِهـا

أُمَويَّـةٌ لن تَـسـتَـكيـنَ لِـمُـغـتَـصِـب

وَإِذا أَردتَ عَـلَـى ادِّعـائِي شـاهِـدًا

قَـولُ الـرسـولِ بِـلا غُـلُـوٍّ أَو كَـذِب

لا كِـسرى بعـد الـيَومِ قـال نَـبـيُّـنـا

فلـتَـصبِروا إِنَّ البَـقـاءَ لـِمَـن غَـلَـب

يـامَـنْ قُتِلـتَ بـِلا جُـنـاحٍ  جُـئــتَـه

إِيَّـاكَ أَضـرَعُ لا تَــرُدَّ لــيَ الـطَـلَـب

أَبـلِـغْ مُــعــاوِيــةً وأَخــبِــرْ خـالِـدًا

نـارُ الـمَـجـوسِ بكـلَّ سـاحٍ تَلتَهِب

واخـطِـرْ صَلاحَ الدينِ أَنَّ عِـراقَـنـا 

 خارَت قِواهُ منَ الفَواجِعِ والكُـرَبْ

عَـرِّجْ على القَعقاعِ واشـرح بُؤسَنا

أَوغـادُ فـارسَ أَنــهـكـونا بـالـنُـكَبْ

ثَــأرًا لِـمـا ذاقــوهُ مــن أَسـلافِــنــا

سَلِمَت أَيادي كُـلَّ أَشوَسَ مَنتَجَب

 

دخَلوا المَدائِنَ فاتِحيـنَ حُصونَـها

وأَنـفُ كِـسـراهُـم تَـعـفَّـرَ بـالـتُـرَبْ

ياثـائِـريـنَ عـلـى الـزَّمَـانِ تَـقدَّموا

نَيلُ الأَماني ليس يُـؤْتى بالخُـطَبْ

تَـبًّـا لإِيــرانٍ، وقُـــبــحًـا لـلــعَــرَبْ

لَمْ نَستَقِ مِنْ رجسـهِمْ غير الجَرَبْ

▪️هيثم محمد النسور