بيارقُ عَوْد...أحمد رستم دخل الله

 

بيارقُ عَوْد...أحمد رستم دخل الله

《بيارقُ عَوْد》

رُدُّوا عليَّ غَدي واسْتَرْجِعوا المُثُلا
إنّي بِتَوْطِئَةٍ لن تَخذُلَ العُقَلا
ما ضَلَّ شاعِرُكُم أو كان مُدَّعياً
بل صاغَ مُرْتَجِلاً نَبْضَاً ومُعتَمَلا
عارٌ على قَلَمٍ إنْ لمْ يكنْ غَرِفَاً
من بحرِ تاريخٍ قد أكثَرَ الجَدَلا
غابَت بوادِرُكُم يا أمَّةً ذُبِحَت
فاسْتَثمِروا لِغَدٍ مِن عُمرِكُم أمَلَا
لو كنتُمُ ثِقَلاً دانَت لكم أُمَمٌ
فاسْتَرهَبَت خَوْفَاً واسْتَرجَعَت قِبَلا
هذي إمارَتُكُم كَحَضَارَةٍ ثَكْلى
أضحَت بِمَن خَلَفوا قاعَاً ومُدَّخَلا
لم تَرفَعوا صَوتَاً عَمّا يُؤَخِّرُكُم
عن حاضِرٍ أقصى مِن صَفِّكُم بَطَلا
إن كان مَقْصِدُكُم إعلاءَ رايتِكُم
لا بُدّ من صَدِقٍ يَسْتَبصِرُ السُّبُلا
تاريخُ مَن صنَعوا أمجادَ مَلحَمةٍ
إرثٌ يُكابدُهُ جيلُ الهوى وَجَلا
غاياتِكُم فَهِموا ولأجْلِها فَرَغوا
واسْتَقرأوا غَدْرَاً ما كان مُحتَمَلا
فاسْتَجلَبوا نَفَرَاً من ذاتِ مِلَّتِكُم
أخفى أجِنَّتَهُم في رَحْمِكُم مِلَلا
في ظِلِّكُم بَدَأوا يَبنونَ مُتَّكَأً
نالوا بهِ قُرْبَاً وتأبَّطوا العُمَلا
أمْسوا لكم أَنَسَاً رُفَقاءَ مَخسَرَةٍ
صَبّوا لكم كأسَاً واسْتَوْثَقوا الثُّمَلا
في كأسِكُم مَزَجوا تِرياقَ مَخْذَلَةٍ
حتى غَدَوا نُدَمَاً واسْتَحلَلوا النُّزُلا
أخْلوا بَيارِقَكُم وادّثَّروا نَسَباً
حتى إذا مَلَكوا أفشَوا بِكم شَلَلا
ما ضَرَّ أمَّتَكُم مِن غابِرٍ إلّا
مَن خافَ مُعتَرَكاً أوْ عَقَّ مُبْتَهَلا
وانْساقَ في سُبُلٍ لا رَيبَ تَجعَلُهُ
مِغْرَارَ مَن وضَعوا في المَنطِقِ الخَلَلا
دعْ عنكَ ما فَعَلوا مُسْتَرشِداً بِهُدىً
مُسْتَشرِفاً آتٍ مُتَعَدِّياً فَشَلا
مِن صَقرِ ألويَةٍ بِقَليلِ أدعيَةٍ
في ثَوبِ إيمانٍ قد تُحسِن العَمَلا
ما كُلُّ مَن خُذِلَت أحلامُهُم سَقَطوا
أوْ ذُلَّ بَيرَقُهُم أوْ حَالَفوا الجُهَلا
ما كلُّ عاجلةٍ أوْ فَوْرَةٍ لِدَمٍ
تُفضي لِمَنقَصَةٍ أوْ تَجلِبُ الأجَلا
لا بُورِكَت أيْدٍ قد كُبِّلَت بِغِوىً
إنْ لمْ تُزِلْ ظُلْماً - تَسْتَأنِسِ العِلَلا
مَن باعَ حاضِرَهُ بِمَتَاعِ فانِيةٍ
مُسْتَقْبَلَاً يُمْسي مِن فِعلِهِ مَثَلا
فَلْتَقعُدوا حتى شِعري يُبَلِّلَكُم
مَن عاشَ في غَرَقٍ يَسْتَمْرِىءِ البَلَلا

أحمد رستم دخل الله

ليست هناك تعليقات