من الأساليب البلاغية في لغتنا العربية ...رجاء أحمد

 

من الأساليب البلاغية في لغتنا العربية ...رجاء أحمد

من الأساليب البلاغية في لغتنا العربية

من الأساليب البلاغية في لغتنا العربية الشاعرة حسن الابتداء ، وحسن التخلّص ، وحسن الانتهاء ..
١- حسن الابتداء : هو أن يجعل المتكلم مبدأ كلامه عذب اللفظ ، حسن السبك ، صحيح المعنى ، فإذا اشتمل على إشارة لطيفةٍ إلى المقصود ، سمي براعة الاستهلال ؛ كقول الشاعر في تهنئة بزوال مرض :
المجدُ عوفي إذ عوفيتَ والكرمُ
وزال عنك إلى أعدائك السَّقم
وكقول الآخر في التهنئة ببناء قصر :
قصرٌ عليه تحيةٌ وسلامُ
خلعت عليه جمالَها الأيامُ
ويسمى ايضا براعة استهلال ..
وكلمة "براعة" تُفهِم أن هذا الأسلوب يأتي عن ذكاء وفطنة ..
ومن اجمل اساليب حسن الابتداء او براعة الاستهلال ما يبدأ به المسلمون كلامهم بالبسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ذلك لما لوقعها من تأثير على نفس القارئ ، فتنفذ إلى لبّه وتشدّ انتباهه الى كلام الله سبحانه وتعالى ..
إذن الاستهلال هو لحظة الإشراق والتنوير . وجاءت لغة القران مؤكدة اهمية حسن الابتداء ، فقرع القرآن الكريم أسماع العرب بما لم يكن مطروقا من قبل : ( ألم ، كهعيص .. ) لتهيئة أسماعهم لما سياتي بعد ذلك من القول ..
٢- حسْنُ التخلُّصِ :
هوَ الانتقالُ ممَّا افْتَتَحَ بهِ الكلامَ من الافتخارِ أو الْهَجْاء أو الْمَدْحِ أوْ نحوَ ذلكَ ، إلى المقصودِ مِمَّا افْتَتَحَ بهِ الكلامَ ، معَ رعايةِ المناسَبَةِ بينَهما ، كقولِ الشاعر :
دَعَت النَّوَى بفُرَاقِهِم فتَشَتَّتُوا
وقَضَى الزمانُ ببينهم فَتَبَدَّدُوا
دَهْرٌ ذميمُ الحالتينِ فما بهِ
شيءٌسِوَى جُودِ ابنِ أَرْتَقَ يُحْمد
فقد انْتَقَلَ منْ ذمِّ الدهْرِ ، وكونِ كلِّ شيءٍ فيهِ غيرَ محمودٍ ، إلى الممدوحِ ، وكوْنِ جُودِه محمودًا معَ وجودِ المناسَبَةِ الظاهِرَةِ ..
٣- حسن الانتهاء : أن يشتمل الكلام على ما يشعر بالانتهاء ، ويسُمِّى براعة المقطع ؛ كقول الشاعر :
بقِيتَ بقاء الدهر يا كهفَ أهله وهذا دعاءٌ للبرية شاملُ ..
وبعضهم يسميه براعة الختم أو الانتهاء ، والمعنى واحدٌ ..
الشاهد : قوله : وهذا دعاءٌ للبرية شامل ..
من حسن الختام أن نسأل الله عزّ وجلّ جميعًا حسن الخاتمة ، وأن يجعل آخر ما نقوله في حياتنا شهادة أنْ لا إله إلا الله ، فإنها من المبشرات بُحسن الخاتمة ..
🌴 إلهي 🌴
إنْ جَلَّ ذَنْبِي عَنِ الْغُـفْرَانِ لِي أَمَلٌ
فِـي اللـهِ يَجْـعَلُنِي فِي خَيْرِ مُعْتَصَمِ
أُلْـقِي رَجَائِي إِذَا عَـزَّ الْمُجِيرُ عَلَى
مُـفَـرِّجِ الْـكَرْبِ فِــي الـدَّارَيْـنِ وَالْـغُمَمِ
إِذَا خَـفَـضْـتُ جَـنَاحَ الذُّلِّ أَسْــأَلُهُ
عِزَّ الشّـفَاعَةِ لَمْ أَسْأَلْ سِوَى أَمَمِ
وَإِنْ تَـقَـدَّمَ ذُو تَـقْـوَى بِـصَـالِـحةٍ
قَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَبْرَةَ الــنَّــدَمِ
فالْطفْ لِأجلِ رَسولِ العلَمينَ بنَا
ولَا تَزِدْ قومَهُ خَسْفًا ولَا تسُمِ
يارَبِّ أحسَنتَ بَدءَ المسلِمينَ بهِ
فتَمّمِ الفَضلَ وامْنَحْ حُسْنَ مُختَتَمِ
أمير الشعراء .
أسأل الله عز وجل أن يرزقنا جميعًا حسن الختام .

رجاء أحمد

ليست هناك تعليقات