المُلَوِّح والمُلَوَّح....الشاعر نزهان الكنعاني
المُلَوِّح والمُلَوَّح
...................
ما إنْ بنا حطَّ الهوى وَتَجَذّرا
وثوى دبيبَ النبضِ في طولِ القِرى
فَتَمَلَّكَ الأنفاسَ والإحساسَ في
روحي بما وَلَجَ الحشا وَتَسَوّرا
فَانتابني ما مَرَّ في أسلافنا
ممّن بداءِ العشقِ قد شَغَلوا الورى
فَطَويتُ آمادَ الزمانِ بغفوتي
لأُجالسَ الماضين في طيفِ الكرى
...........
شاهدتُ عنترةً يُقبّلُ سيفَهُ
وعلى الشِفاهِ رأيتُ نزفاً أحمرا
قد قلتُ : ما تلكَ الدما مُستفسراً ؟
هل يا تُرى أدمى الفوارسُ عنترا ؟
فَأَجابني والشوقُ أضنى حالَهُ
هذي الدماءُ كثغرِ عبلةَ منظرا
قَبَّلتُها عند الوطيسِ لعلّني
رَشَفاتُ عبلةَ بالوغى أستشعُرا
...........
فَتَركتُهُ ومضيتُ أمشي حالماً
فَإذا بصوتٍ هائمٍ نحوي انبرى
قيسٌ يُحدّثني بليلاهُ التي
سَلَبَت عظيمَ اللبِّ منهُ تَفَكُّرا
فَكَأنّهُ بالسردِ يحكي قصّتي
لم أستطع طولَ المكوثِ تَصبُّرا
..........
فمشيتُ أسألُ عن جميلِ بثينةٍ ؟
هل يا تُرى للآنَ قلبُهُ ما برا ؟
ما إنْ تلاقينا تبسّمَ قائلاً
ياصاحِ في عينيكَ : ها أني أرى
ما جاءَ في سِيَرِ الأوائلِ من جوىً
فَإذا بهِ نحوي رويداً قد سرى
قد جاءَ يهمسٌ همسةً بمسامعي
سَمِعَ الأصمُّ حروفها وبها درى
قد قال لي : مَن لم يقُل ( أنتَ الهوى )
تاللهِ قد زَعَمَ المزاعمَ وافترى
........
التعليقات على الموضوع