شعرٌ فيه حكمة أصبح مثلًا.. ألا مَنْ يَشْـتَـرِي سَهَـراً بنَـوْمٍ ...طلال الحاج يوسف

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

شعرٌ فيه حكمة أصبح مثلًا.. ألا مَنْ يَشْـتَـرِي سَهَـراً بنَـوْمٍ ...طلال الحاج يوسف

 

شعرٌ فيه حكمة أصبح مثلًا.. ألا مَنْ يَشْـتَـرِي سَهَـراً بنَـوْمٍ  ...طلال الحاج يوسف

شعرٌ فيه حكمة أصبح مثلًا.. ألا مَنْ يَشْـتَـرِي سَهَـراً بنَـوْمٍ  ...طلال الحاج يوسف

( شعرٌ فيه حكمة أصبح مثلًا )
" ألا مَنْ يَشْـتَـرِي سَهَـراً بنَـوْمٍ "
هذا القول أصبحت مثلًا يُقالُ : لِمَنْ أنكر نعمة الأخوة، وقتل أخاه لطمعٍ في مال أو في منصب فعانى من تأنيب الضمير وهجره النوم ...
مَنْ هو القائل وماهي المناسبة ؟
يُحكى أن أول مَن قال هذا القول هو
( ذو رعين الحميري)
وذلك ضمن بيتين من الشعر، كتبهما في صحيفة وطلب ختمها بختم الملك (عمرو ) ملك حمير، ووضع الصحيفة في خزانة الملك، حتى جاءت اللحظة التي أصبح فيها ذو رعين مهددًا بالقتل، ولم ينقذه إلا هذين البيتين، و كان ذلك عندما تفرّقت حمير واختلفت في الرأي على ملكها (حسان )، وخالفت أمره لسوء سيرته فيهم، ومالوا إلى أخيه عمرو، وطلبوا منه قتل أخيه حسان وأشاروا عليه بذلك ورغّبوه في الملك، ووعدوه حسن الطاعة والمؤازرة.
لكن أحد مستشاري( عمرو )ويدعى ( ذو رعين ) نهى (عمرو )عن قتل أخيه، وعلم ذو رعين أنه إن قتل عمرو أخاه ندم ونفر عنه النوم بسبب تأنيب الضمير وأنَّ (عمرو) سيعاقب في مستقبل الأيام الذي أشار عليه بذلك، بعد أن يعرف غشهم وخداعهم له.
فلما رأى ذو رعين أنّ (عمرو) لا يقبل منه النصيحة، قال بيتين من الشعر وكتبهما في صحيفة وختم عليها بخاتم عمرو، وقال لعمرو: هذه وديعة لي عندك إلى أن أطلبها منك، فأخذها عمرو ودفعها إلى خازنه وأمره بوضعها في الخزانة والاحتفاظ بها إلى أن يسأل عنها...
فلما قتل عمرو أخاه وجلس مكانه في الملك مُنع عنه النوم، وسُلِّط عليه السهر، فلما اشتد ذلك عليه لم يدع باليمن طبيبًا ولا كاهنًا ولا منجمًا ولا عرافًا إلا جمعهم، ثم أخبرهم بقصته، وشكا إليهم معاناته وسوء حالته، فقالوا له: ما قتل رجل أخاه أو ذا رحم منه على نحو ما قتلت أخاك إلا أصابه السهر ومُنع عنه النوم.
فلما قال الأطباء له ذلك أقبل عمرو على مَن قد أشار عليه بقتل أخيه وساعده في ذلك، وبدأ بقتلهم واحدًا تلو الآخر، فلما وصل إلى ذي رعين قال ذو رعين لعمرو :
أيها الملك إنّ لي عندك براءة مما تريد أن تصنع بي (تبرئني من القتل)، قال :
وما براءتك وأمانك؟
قال : مُرْ خازنك أن يُخرج الصحيفة التي استودعتك إياها يوم كذا وكذا، فأمر خازنه فأخرجها فنظر عمرو إلى خاتمه عليها ثم فضّها فإذا مكتوب فيها هذين البيتين:
ألا مَنْ يَشْـتَـرِي سَهَـراً بنَـوْمٍ
سَعِـيْدٌ مَنْ يَبـيتُ قريـرَ عَيْنِ
فأمَّـا حِمْـيَرٌ غَدَرَتْ وَخَـانَتْ
فَمَـعْـذِرَةُ الإِلهِ لِذِيْ رُعَـيْنِ
ومعنى البيتين : هل هناك مَن يأخذ مني السهر والهم ويمنحني النوم فأنام هادئ البال، لقد غدر أهل حمير يوم أشاروا على عمرو بقتل أخيه، ولكن ذو رعين خالفهم الرأي وبرأت ذمته من ذلك الجرم.
ثم قال له: أيها الملك لقد نهيتك عن قتل أخيك، وعلمت أنك إن فعلت ذلك أصابك الذي قد أصابك، فكتبت هذين البيتين براءة لي عندك، عمرو منه، فعفا عنه عمرو ، وأحسن جائزته.
دمتم بخير....
وإلى اللقاء مع موضوع آخر


طلال الحاج يوسف

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان