في بَعْضِ الغِيابِ حُضورٌ أَكْبَر
هَلْ كُنْتِ يا شيرينُ حينَ كَتَبْتِ ذَلَكَ تَتَنَبَّئين... أَمْ بِماذا كُنْتِ تُفَكِّرينَ أَوْ رُبَّما تَقْصِدين؟
فَالخَواطِرُ حينَ نَكْتُبُها نَحْنُ... لا تَأْتينا مِنْ فَراغٍ... وَإِنَّما تَنْحَدِرُ إِلَيْنا مِنْ رَبِّ العالَمين...
بَلْ وَأَحْيانًا نَشْعُرُ... بِأَنَّها تَنْزِلُ عَلَيْنا كَوَحْيٍ... يُوْقِظُنا مِنْ عِزِّ نَوْمِنا... كَيْ نَقْطَعَ الشَّكَ بِاليَقين...
ماذا كُنْتِ لَنا سَتَقولين... لَوْ أَنَّكِ أَفَقْتِ لِلَحَظاتٍ... مِنْ غَفْوَةٍ أَبَدِيَّةٍ... وَلَوْ حَتّى بَعْدَ سِنين؟
هَلْ كانَتْ روحُكِ مُتَواجِدَةً مَعَ المُشَيِّعينَ في المَكانِ... وَهَلْ كُنْتِ ذاكَ النَّعْشِ بِتَجْوالِهِ تُرافِقين؟
قَدْ شَعَرْتُ حينَها... وَأَنا أُشاهِدُ عَنْ بُعْدٍ... وَكَأَنَّكِ أَرَدْتِ كُلَّ ذَلِكَ أَنْ يَحْدُثَ... بَعْدَ أَنْ تَعِبْتِ مِنَ المُرابَطَةِ مَعَ المُناضِلين...
وَأَحْسَسْتُ أَيْضًا... بِأَنَّكِ بِغِيابِكِ الفُجائِيِّ هَذا... قَدْ وَدَدْتِ نَقْلَ رِسالَةٍ أَخيرَةٍ... لِأَبْناءِ شَعْبِكِ الذينَ باتوا مُتَفَكِّكين...
"كَفى بِاللهِ عَلَيْكُم... فَقَدْ تَعِبْتُ مِنْ تَغْطِيَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ... لَمْ تُصْغوا لي فيها جَيِّدًا... وَأَنا أَتَوَسَّلُكُمْ بِأَنْ تَبْقوا مُتَرابِطين"...
قَدْ رَأَيْتُكِ بِتِلْكَ النَّظْرَةِ الهادِئَةِ الجَميلَةِ... وَكَأَنَّكِ مِنَ السَّماءِ... مَسارَ جَنازَتَكِ تُوَجِّهينَ... وَتَمامًا كَما تَشائين...
فَالأَرْواحُ النَّقِيَّةُ... حَتّى وَإِنْ فارَقَتْنا أَجْسادُها... لَباقِيَةٌ بَيْنَنا... إِلى أَنْ تُتِمَّ رِسالَتَها... التي بَدَأَتْ مِنْ سِنين...
* عُنْوانُ الخاطِرَة عن شيرين أبو عاقلة وَما كَتَبَتْهُ عَلى الفيسبوك بتاريخ ٢١-٧-٢٠٢١
لِروحِها الرَّحْمَةَ وَالسَّلام... وَلِأَهْلِها وَمُحِبّيها حُسْنَ العَزاءِ وَالسِّلْوان...
بقلم: د. ريتا عيسى الأيوب/هامبورغ
التعليقات على الموضوع