لامية الرحيل....قطب عبدالفتاح غانم

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

لامية الرحيل....قطب عبدالفتاح غانم

 

لامية الرحيل....قطب عبدالفتاح غانم


ما بينَ مُفترَقِ التسويفِ والأجلِ


ما بينَ مُفترَقِ التسويفِ والأجلِ
أنا الأسيفُ بلا زادٍ ولا عملِ
ودَّعتُ دنيا الفَنَا والناسُ لاهيةٌ
وكلُّهم غارقٌ في فُسحةِ الأملِ
وأرَّقتني ذنوبٌ بِتُّ أحصرها
واغرورقَ الدمعُ في الأحداقِ والمقلِ
يا ويحَ نفسي إذا ما الموتُ داهمني
وحمَّلوني على الأكتافِ في عَجَلِ
نحو المقابرِ والأنظارُ ترمُقُني
وأودعوني بها في أوحشِ النُزُلِ
ودمدموا فوقَ رأسي التُّربَ وانصرفوا
وخِلتُني من سؤال القبرِ في وَجَلِ
وقيَل أنتَ الذي ما كنتَ مُتَّعظاً
وجاءني المَلَكَانِ ازددتُ في خَجَلي
قالوا بربكَ هل أدركتَ فِتنتَها
وضيعتكَ سدىً في بُهرجِ الحِيَلِ
فكم سلكتَ دروبَ الغيِّ منتشياً
وكم ركنتَ لأهلِ الزورِ والخَطَلِ
الآن أنتَ هنا لا شيءَ تملكهُ
في وحشةِ القبرِ عُرياناً بلا حُلَلِ
سارعتَ دوماً إلي الزلَّاتِ تطلُبُها
وللفضائلِ كم أبطأتَ في مَلَلِ
ماذا تقولُ إذا نُوديتَ في أسفٍ
(اقرأ كتابكَ يا عبدي على مَهَلِ)
فهل وجدتَ بهِ ما تستريحُ بهِ
مع النبيِّينَ والأخيارِ والرُّسُلِ
في جنةِ الخلدِ، والفردوسُ ذروتُها
تحيا وتشربُ من أنهارِها الذُّلُلِ
فيها الفواكهُ والأثمارُ دانيةٌ
والخمرُ لذَّتُها أشهى من العَسَلِ
وحُورُهَا العينُ للأنظارِ سَابيةٌ
بِيضٌ وزِينَتُها كالدُّرِ في القُلَلِ
فيها النعيمُ ووجهُ اللهِ تنظرهُ
وتستقرُّ بها في أطيبِ النُّزُلِ
أم قد وجدتَ بهِ سوءاً تحاذرهُ
ياحسرةَ النفسِ بلْ يا خَيبةَ الأملِ
مالي وللنارِ، والقطرانُ كِسوتُها
وللصديدِ وللزَقُّومِ والغَلَلِ
وللحميمِ وللغسَّاقِ أجرَعُهُ
وللضريعِ بها من أخبثِ الأُكُلِ
وللَّهيبِ تُذِيبُ الوجهَ لفحتُهُ
وللسلاسلِ والأقماعِ والعُقُلِ
وداهمتكَ ذنوبٌ كنتَ تعلمُها
وما جنيتَ من التقصيرِ والزَلَلِ
يا ربِّ فارحم عُبَيداً قلبهُ وُجِلٌ
من لي سواكَ بهذا الموقِفِ الجَلَلِ
قد جئتُ بابكَ يا مولايَ معتذراً
مالي سوى جاهِكَ المحمودِ في الأزَلِ
فاقبلْ إلهيَ أعذاري وجُد كَرَماً
فحبلُ جُودكَ حبلٌ غيرُ منفصِلِ
واصفح إلهيَ عمَّا قد جنتهُ يَدِي
وما عصيتُكَ من قولٍ ومن عَمَلِ
مالي سِوى بابكَ المأمولِ أطرقُهُ
حسبي جلالُكَ في ذُلِّي وفي زَلَلِي
الخَطَل: الفساد
القُلَل:الجِرَار التي يحفظ فيه الأشياء الثمينة ومفردها جَرَّة
الغَلَلِ : الحرارة وشدة العطش
العُقُل: جمع عِقال وهو القيد

قطب عبدالفتاح غانم

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان