أُحَلِّقُ في فَضاءِ الْحُبِّ رائِد...أحمد المنصور العبيدي

 


أُحَلِّقُ في فَضاءِ الْحُبِّ رائِد


أُحَلِّقُ في فَضاءِ الْحُبِّ رائِد
وَأَرْجِعِ مُنْهَكاً وَبِلا فَوائِد
قُلوبُ النّاسِ تَبدو مِنْ بَعيدٍ
كَما تَبدو الكَواكِبُ لِلْمُشاهِد
يجاوِرُ بَعْضُها بَعْضاً وَلَكِنْ
حقيقَتُها التَّنافُرُ وَالتَباعُد
فَلا ذا دائِرٌ بِمَدارِ هَذا
وَذاكَ لِأَجْلِ هَذا لا يكابِد
فَكَمْ قَلْبٍ قَصَدْتُ لَعَلَّ فيهِ
حَياةً كَي يَعيشَ عَلَيْهِ قاصِد
وَلَكِنْ لَمْ أَجِدْ إِلّا صُخوراً
فَمَنْ يَزْرَعْ فَلَيسَ لَهُ بِحاصِد
وَقَلْبٌ كُلُّهُ حِمَمٌ فَيَغْلي
كَما تَغلي الْقُدورُ عَلى الْمَواقِد
وَقَلْبٌ قَدْ وَجَدْتُ عَلَيْهِ ماءً
وَلَكِنْ مِنْ قَديمِ الدَّهْرِ جامِد
فَلا سُفُنٌ هُناكَ عَلَيْهِ تَجْري
وَلا صَيْدٌ يَطيبُ بِهِ لِصائِد
فَمِنْ جَلْبِ المَصالِحِ صارَ أَولى
لِأَحْيا آمِناً دَرْءُ الْمَفاسِد
لِذا عِفْتُ القُلوبَ لِأَجْلِ قَلْبي
فَحُبُّ الْأَرضِ أَولى مِنْ عَطارِد
وَما في الْأَرْضِ مَوجودٌ كَثيراً
لَهُ نبتونُ وَالْمِرّيخُ فاقِد
متى اكْتَشَفَتْ كَمِثلِ الْأَرْضِ ناسا
وجاءَتْ بالأدِلَّةِ والشّواهِد
سَأَلقى حينَها قَلْباً كَقَلْبي
وَأُعْلِنُ إنَّني لِلْحُبِّ عائِد

أحمد المنصور العبيدي

ليست هناك تعليقات