نحن هنا شعر هنيبعل كرم

 

أيها العالمُ الوحشيُّ!




نحن هنا

أيها العالمُ الوحشيُّ! ما أخبارُ السّياسةِ والاقتصادِ النّوويّ في صحفِ أوروبا؟ هل مِن أحدٍ هناك يذكرُنا؟ سعيدٌ أنت؟! سعداء نحن؛ انتهتِ السنونُ ونحنُ مشغولونَ بحكِّ مؤخّراتنا بفولوكلورِنا السّياسيّ! سعيدٌ أنت؟ سعداءُ نحنُ بهذا الخراب، نحن، على كلّ حالٍ، لا دمارَ في العالم يؤذينا، فالكلابُ التي هنا تطاردُنا، تنهشُ أقدامَنا، تشربُ الدّماء، تتسلّقُ موتَنا على جذعِ نبةِ الفاصولياءِ في أحلامِ أطفالنا... الكلابُ التي هنا... مِن صُنعنا، والذُّباب... أساطينُ الحربِ والنّواحِ والعواء، لا هم يرحلون يا اللهُ إلى الموتِ ولا حجارةُ المكانِ تعيدُ البناء، سمعتُ يومًا يتيمًا على رصيفٍ يحدّثُ حبّةَ ترمسٍ: "رأيتُ ما لا يُرى: نبيٌّ يردَّ إلى الأمّة نعلَيه، يختارُ الحَفاء كي لا يكلّمَ في المهدِ أحدا... كنّا في رؤاهُ كسوسِ الخشبِ في باب القيامةِ نسعى، وفي المنامِ، رأيتُني أصلحُ قفلَ البابِ بحربةٍ، والمفتاحُ سنبلةٌ مقصوفةٌ في كوبِ "كابوتشينو" ومرايا تُرجِعُ الكلابَ إلى موتِنا، تصنعُ شيئًا يليق بالصّمت الأبديّ، تشيّعُ الآتي من عمرنا بلباقةِ قبلةٍ، الكلابُ الكلاب...". وهناك أيضًا، دمدَمَ اللّهاثَ في الزّوايا: "سيأتي زمانٌ تسقطُ فيه أساطينُ الليل والعنكبوتُ تغزلُ خيوطَها على أبوابِ الكلابِ، الكلاب التي هنا... الكلاب الكلاب.


شعر /هنيبعل كرم


ليست هناك تعليقات