يَـا ثَـورَةَ الْـعِـزِّ....هيثم محمد النسور

يَـا ثَـورَةَ الْـعِـزِّ..

طَــوارِقُ الــدَّهــرِ لَا تُـبـقِــي وَلَا تَــذَرُ

فَـلَا اعـتِـرَاضٌ عَـلَـى مَـا خَـطَّـهُ الْقَدرُ

سَــلِ الـلَّـيـالـيَ كَـمْ عَـانَـتْ مَـرَابِـعُـنَـا

مِـن ظُلْـمِـهِـمْ، شِـدةً ذابَـت لَهَا الحَجَرُ

وَكَـــمْ فَـــقَــدنَـا أَخِــــلَّاءً وأَفـــئِـــدَةً

عَـلـيـهِـمْ كَــادَتِ الْأَحـشَـاءُ تَـنـفَــطِــرُ

وَكَــمْ شَـرِبــنَـا الـرَّزَايَـا مِـن أَكُــفِّـهِــمُ

وَلَـيـسَ فِـيـهِـمْ عَـلَى أَشـتَـاتِـنَـا غِـيَـرُ

إِنِّــي لأَعـجَـبُ مِـن قَومٍ نَـصَـحْـتُـهُـمُ

فِـي مُـحـكَـمِ الرَّأْي لَا هَـزْلٌ وَلَا هَــذَرُ

فَـمَـا اسـتَـقَـامُـوا بِـوَعـظِـي لَا أَبَا لَهُمُ

كَـأَنَّـمَـا الـنُّـصْـحُ فِـي إِرشَـادِهِــمْ وَزَرُ

يَـا أُمَّــةً صِـنـوَ دِفْــلَى لَا غِــلَالَ بِـهَــا

يَـزِيـنُــهَـا الْــوَردُ لَا حَـــبٌّ وَلَا ثَــمَـــرُ

فَـلـتَـنـفِـروا فِي سَبيلِ الْمَجدِ تَضحِيةً

مَـا خـابَ قَـومٌ إِلَـى أَمجَادِهِـم نَـفَرُوا

إِلَـى مَـتَى تَـرضَـعُـونَ الـذُّلَّ فِـي نَـهَمٍ

وَمَــا الــذَّريـعَـةُ، لِلْأَجْـيَـالِ تَـعْـتَـذِرُ ؟

تَـكـسُـوكُـمُ فِـي شَـنَـارٍ عَـابَ قَـدرَكُـمْ

فَـصَـارَ وَجـهَـكُـمُ سَـمْـجًـا بِـهِ صَــعَــرُ

لِــمَ الـتَّـخَـاذُلُ لَا جَــدوَى لِـعَـهـدِهُــمُ

خُـنُـوعُـكُـمْ غَـلَّ فِـي أَرَوَاحِـنَا الضَّجَرُ

لَا عَــزَّ قَـومِـيَ مَـا هَـذَا الْخُـمولُ فَقَدْ

غَـشَـى عَـلـيـهِـمْ بَـلَاءُ الـدَّهـرِ وَالْـكَدَرُ

سُـقِـيـنَـا مِـن حَنـظَـلٍ سَـاءَتْ مَـرَارتُهُ

كـأَنَّــهُ عَـلــقَــمٌ بِـالْــمِـلْــحِ يُـعــتَـصَـرُ

هُبُّوا وثُورُوا فَـنَـارُ الْحَربِ قَدْ صُلِيَت

خُـذُوا الْـمَـواعِـظَ مِمَّن عَزَّ، وَاعتَبِـرُوا

هَـيَّـا بَـنِـي يَـعـرُبٍ، أَعـداؤُكُـمْ عَـبَـثُوا

فِي الدِّينِ وَالْعِرضِ فَاستَشرَى بِنَا الْخَطَرُ

نَـحـنُ الـصَّـنَـاديـدُ وَالْآسَـادُ تَـرهَـبُـنَـا

عِـنـدَ الْـلِـقَـاءِ، وَنَـارُ الْـحَـربِ تَـستَـعِـرُ

هُـبُّـوا عَلَى الظُلمِ وَاستَوفُوا حقُوقَكُمُ

إِنْ لَـمْ تَـنَـالـوا الـعُـلَا تَـأويـكُـمُ الْحُفَرُ

وَاِستَعـصِمُوا بـحِـبَـالِ الـلـَّهِ لَـنْ تَهِنُوا

فَـالـسِّـلمُ مَـعْ مَـنْ غَـزَا أَوطَانَـنَـا هَـدَرُ

هَـيَّـا إِلَـى الـذُّروةِ العَـلـيـاءِ فِـي زَخَـمٍ

فَـلَـيـسَ فِـي حَـالِـكُـمْ وَهْـنٌ وَلَا خَـوَرُ

يُـبَـارِكُ الـلـَّهُ فِـي الـتَّـأيـيِـدِ ثَـورتَـكُـمْ

يَـالَـيــتَـــهَــا بِــرِداءِ الـنَّــصـرِ تَـأتَـــزِرُ

إِنْ لَـمْ تَـثُورُوا عَلَى الطُّغْيَانِ تَنْدَحِرُوا

أُنـوفَـكُـمْ فِـي تُـرَابِ الــذُّلِّ تَـنــعَــفِـرُ

لَا تَـسـتَـكِيـنُوا لِضَعفٍ فِي شَكِيمَتِكُمْ

فَـالـنَّـارُ تُـضـرَمُ فِـيـمَـا يَـقـدَحُ الْحَجَرُ

إِنْ قُـمْـتُـمُ ثَـورةً تَـشْـمَـخْ مَكَـانَـتُـكُـمْ

لَـهِـيـبُـكُـمْ مِـن جَـحِـيـمٍ طَـالَـهُ الشَّرَرُ

وَلـتَـعـصِـفُـوا بَـارَكَ الرَحمنُ ثَـورَتَـكُـمْ

مِـثـلَ الْأَعَـاصِـيـرِ عَـلَّ الْبَغْيَ يَـنـدَحِرُ

تَالـلـَّهِ هَـذَا يَــمِـيـنٌ لَــنْ نُـصَـالِـحَـهُـمْ

مَا دَامَ فِـيـنَـا يَـعُـمُّ الـسَّـمْـعُ وَالْـبَـصَرُ

وَإِنْ تَـسَـامَـحْـتُـمُ عَـنـهُـمْ فَـمِـنْ كَـرَمٍ

لَـكِـنَّـمَـا الْـبَـغيُ مِنـهُـمْ لَـيـسَ يُـغـتَـفَرُ

هُـمُ الـشَّـيَـاطِـيـنُ فَـلـنَحذَرْ مَكَائِدَهُمْ

لَـمْ يُـبـقُـوا مِـن دِيـنِـنَـا عَـيـنٌ وَلَا أَثَـرُ

أَيُؤْمَنُ الذِّئبُ أَنْ يَرعَى الْخِرَافَ وَمِنْ

شِـيمَـاتِـهِ نَـاكِـثُ الْـمِـيـثَـاقِ مُـحْـتَـقِرُ

إِنَّ الْـمَـنَـايَـا تُـقَـاضِـي وَهـيَ كَـالِـحَـةٌ

لَا يَـتَّــقِــي حَـتـفَـهَـا أُنـثَـى وَلَا ذَكَـــرُ

مَـنـاهِـلُ الْمَوتِ تَـرْوِي الْـوَارِدِيـنَ لَـهَـا

فَـلَا اتِّـقَـاءٌ لِـكَـأسِ الْـحَـتـفِ أَو حَـذَرُ

وَالشَّمسُ إِنْ بَزغَتْ فِي الأُفْقِ مَا بَقيَتْ

كَـواكِـبٌ فِي السَّـمَـا تُـضـوي وَلَا قَـمَرُ

فَالـدُّرُّ يَكـمُـنُ في الأَصدافِ مُحتَجِبًـا

وَلَـيـسَ يَـظـهَـرُ إِلاَّ حِـيـنَ تَـنــكَــسِــرُ

نَـحـنُ الْأُلَى دَانَـتِ الْأَصقَاعُ مَـكـرَهَـةً

تَـطِـيـبُ مِـن ذِكـرِ تَـاريـخٍ لَـنَـا، السِّيَرُ

لَا يُـنـكِـرُ الـنَّـاسُ مَـا تُـؤْتِـي فَـضَـائِلُنَا

حَـقٌّ لَـنَـا فِـي جَـلَالِ الْـقَـدرِ نَـفـتَـخِـرُ

إِنْ يَـصـرِفِ اللَّـهُ غَـمًّـا قَـدْ نُـسَـاءُ بِــهِ

عَـلَى الـرُّعَـاعِ، بـإِذنِ الـلـَّهِ نَـنــتَــصِـرُ

يَـا ثَـورَةَ الْـعِـزِّ أَحيِي جَاهَ مَن صَغَروا

مِـثـلَ الـرِّيَـاضِ إِذَا مَـا شَــفَّـهُ الْمَـطَرُ

فَـلَــنْ تُــزَاوِرَ عَـــن حَـــيٍّ مَــنِــيَّــتــهُ

إِذَا دَنَـتْ لَا يَـقِــيــهِ الْـجِــنُّ وَالْـبَـشَـرُ

هيثم محمد النسور