ما عادَ بعضُ قصيدِ اليومِ يُغريني...دريد رزق

ما عادَ بعضُ قصيدِ اليومِ يُغريني...دريد رزق

ما عادَ بعضُ قصيدِ اليومِ يُغريني

ما عادَ بعضُ قصيدِ اليومِ يُغريني
غزارةً مثلما الإنتاجُ في الصِّينِ
قصيدةٌ رحمُها الإحساسُ واحدةٌ
فاقَت من الهَرفِ آلافَ الدَّواوينِ
الشِّعرُ يأتي ولا يُؤتى وما هو مح
ضَ قالَبٍ أو بحورٍ للتَّلاحينِ
ولا سِجالًا طِوالَ الوقتِ مرتجَلًا
كأنَّما أمرُه في الكافِ والنُّونِ
الشِّعرُ غيمٌ إذا ضاءَت شرارتُهُ
هطلًا تقاطرَ من حينٍ إلى حينِ
وربَّما قتلَ القُرَّاءَ من غرقٍ
إنْ راحَ يهطُلُ في كلِّ الأحايينِ
أو ربَّما صارَ وردًا دونَ رائحةٍ
مصنَّعًا ليس حيًّا في البساتينِ
أنضِجْ قصيدَكَ لا تُطفئْ مواقدَهُ
حتَّى يلينَ لتقطيعِ السَّكاكينِ
من غيرِ ( كُولا ) بطونُ الذَّوقِ تهضُمُهُ
يروقُ في الطَّعمِ أذواقَ الملايينِ
وهاتِ قافيةً بالعطرِ عابقةً
كأنَّ أحرُفَها أكمامُ نسرينِ
لا تحسَبَنَّ القوافي محضَ تسليةٍ
فذاكَ للشِّعرِ إيذانٌ بتأبينِ
جمِّلْ مجازَكَ جمِّلْ كلَّ مفردةٍ
فالطُّولُ دونَ جمالٍ ليس يعنيني
فإنْ تُطِلْ دونَ نقصٍ في الجمالِ أقُلْ :
زِدني مُدامًا فكأسٌ ليس تكفيني
إقرأْ وإقرأْ وإقرأْ للعظامِ تبُثْ
ثَ الشِّعرَ روحًا ببعضِ الماءِ والطِّينِ
وجنِّنِ الشِّعرَ عشقًا إنَّ أجملَهُ
ذاكَ المخلَّدُ من شعرِ المجانينِ

دريد رزق

ليست هناك تعليقات