رَمَدَتْ عَينَاي .....هيثم محمد النسور

رَمَدَتْ عَينَاي .....هيثم محمد النسور

رَمَدَتْ عَينَاي ..

▪️
رَمَــدَتْ عَــيـنَـايَ مِـن طُــولِ الـسَّـهَـرْ
وَ أَنِـــيــسٍ، بَــانَ عَـــنِّـــي وَهَـــجَـــرْ
أَســـأَلُ الــنَّــســمَــةَ عَــنــهُــمْ عَــلَّـهَـا
حَــمَــلَــتْ مِــمَّـن نَـأَوْا عَـنِّـي، خَــبَــرْ
يَا نَـسِـيـمًـا هَـبَّ مِـن صَـوبِ الْـحِـمَى
هَـلْ لِـمَـحـبُــوبِـي عَـلَـى الـدَّربِ أَثَـــرْ
أَضـرَمَـت عَـبْـرَاتُ حُــزنِـي مَـدمَـعِـي
وَ فُــؤَادِي شَــبَّ مِــنـهَـا وَاســتَــعَـــرْ
وَ كَـــأَنَّ الــشَّــجــوَ ضــيــفٌ زارَنِـــي
كُـــلَّــمَــا شَــاهَـــدهُ الـسُّـهْـدُ، نَـــفَــــرْ
إِنَّ قَـلْــبِــي فِــي هَــوَاهُـــمْ ظُــلِــمَــا
وَ لَــكَـــمْ حــذَّرتُـــهُ ؟ مِــن نَــجِــسِ
صَــارَ مَـا بَــيـنِـي وَ نَـفـسِـيِ حَــكَـمَـا
مَــن تَــوَارَى فِـي حِــجَــابِ الـدَّنَــسِ
مَـا احـتِــيَـالِـي ضَـنَّ عَـنِـي بِـالـسَّـلَامِ
نَـاكِـثُ الْـمِــيـثَـاقِ لَـمْ يَــرعَ الــذِّمَـامْ
سَـاهِــمُ الــطَّـرفِ سَــبَــانِـي سِــحـرُهُ
فَـاتٓـنُ الْأَلـحَـاظِ مَــمــشُــوقُ الْــقَـوَامْ
رِيـــمُ قَـــــاعٍ كُـــحِّـــلَــتْ أَهـــدَابُـــهُ
فــتَـنَـتْ قَـلْـبِـي وَ أَضـنَـانِـي الْـهُـيَـامْ
مَـنْ يُـجــيـرُ الْـقَـلْـبَ مِـن طُـغــيَـانِــهِ
كُــلَّــمَــا دَانَــيـــتُـــهُ قَــــالَ : حَــــرَامْ
أَشــــكُــــرُ الـلـَّـهَ تَـــعَــالَــى رَاضِــيًــا
إِن يَــزُرْ طَـيـفُــهُ عَـيـنِي فِي الْـمَـنَـامْ
وَ إذَا أَشــكُـــو جَـــفَـــاهُ ابْــتَــسَـــمَــا
لَــيــسَ يَــرثِــي لِـلـشَــقِــيِّ الـتَّـعِــسِ
كَــيـفَ لِــي مِـن بَــعـدِهِ أَنْ أَنــظُــمَــا
قَـدْ غَـشَـى عَـيـنِـي غُـسُـوقُ الْـغَـلَـسِ

يَـا أَنِــيـسَ الــرُّوحِ أَزهَـــقــتَ دَمِـــي
سَــهــمُ لَـحــظَـيـكَ بِـأَحـشَـائِي رُمِـي
كُــلَّــمَــا أَعـــرَضــتَ عَـــنِّــي، أَرِقَــتْ
عَــيــنُ صَـــبٍّ، جَــفــنُــهَـا لَـمْ يَــنَــمِ
أَكــتُــمُ الْــوَجـــدَ بِــقَــلْـــبِــي إِنَّــمَـــا
عَــبــرَتِــي صُــبَّــت وَ لَــمْ تَــنـكَــتِــمِ
فِــي أَمَــــانِ الـلَّــهِ، إِنْ فَــارَقــتَــنِــي
سَــوفَ تُـشــقِـــيـكَ دُمُــوعُ الــنَّـــدمِ
مَـنْ لِـصَـبٍّ مِـن صَـبَـا الـتَّذكَـارِ هَــامَ
قَـلْــبُــهُ شَـــوقًــا، وُلُــــوعُ الْــمُــغــرَمِ
يَـا خَـلِــيــلًا، فِـــي فِـــرَاقِـــي أَثِــمَــا
لَــيــتَــهُ بُـــردَ الْــهَــنَــا لَـــمْ يَـلــبَـسِ
وَعَــــذُولٌ ، قَــــلَّ أَنْ يَـــحــتَــشِــمَــا
فَــعَــسَـى يُــبــلَـى بِـــدَاءِ الْــخَـــرَسِ

فِـي أَمَــانِ الـلـَّـهِ إِنْ رُمْــتَ الْــبُــعَــادْ
بَـاتَ يُـضْـنِـي مُـهـجَـتِي طُولُ السُّهَادْ
عِـيـلَ صَبـرِي فِـيـكَ يَا مَـنْ خُـنـتَـنِـي
صَـارَ عُـمـرِي بَـيـنَ قَـذعٍ وَ اضـطِـهَادْ
مَــأزقٌ مَـا بَـيــنَ عَــيــنِـي وَ الْــكَــرَى
أَقـصَـى عَـن عَــيـنَـيَّ لَــذَّاتِ الـرُّقَــادْ
يَــا رَعَـــاهَـــا الـلَّــهُ أَيَّـــامًــا خَــلَـــتْ
فِـــي اغــتِــبَــاطٍ، وَ هُـــيَــامٍ، وَ وِدَادْ
لَـيـتَ شِـعـرِي، مَـا عَـدَا حَـتَّى رَمَـى؟
لَـحـظُ عَــيــنِــيـكِ الْأَسَـى بِـالْأَنـفُـسِ
يَـا تُــرَى أَحـظَــى بِــوَصـلٍ بَــعــدَمَــا
شَـــرِبَ الْــبَـــيــنُ بَــقَــايَـا الْأَكـــؤُسِ

هيثم محمد النسور

ليست هناك تعليقات