هام الفؤاد بشمِّ عطرٍ طيبٍ....بسام اليافعي

هام الفؤاد بشمِّ عطرٍ طيبٍ....بسام اليافعي

هام الفؤاد بشمِّ عطرٍ طيبٍ

هام الفؤاد بشمِّ عطرٍ طيبٍ
ومضى يفتش عنه في الأرجاء
ومضى يقلبُ في الرياض مزاجه
ويجوبُ في وَلَهٍ رُبى الأفياء
حتى توقّف عند زهرةِ نرجسٍ
وشكى إليها اللهفةَ الحراء
نظرتْ إليه وقَطّبتْ أندائها
وبدتْ عليها نظرةُ المُسْتَاءِ
عجبا لكم كم تجهدون نفوسكم
وتضيعون العمر في الضوضاء
عجبا لكم كم تزرعون شقاءكم
بالجهل والحرمان والأهواء
كم تنفقون من النفيس لتشتروا
نكد الحياة بمتعةٍ جوفاء
وتُنقِّبون عن السعادة بينما
تتجاهلون طريقة السعداء
ما نحن إلا قطرةٌ في بحره
وصدىً لزاكي العطر والأنداء
مَنْ غيرُ أحمد يافؤاد وحبه
طب القلوب وبلسم البأساء
مَنْ غيرُ أحمد مَنْ يطيبُ بذكره
كدرُ الحياة وغُمّةُ الأجواء
مَنْ غيره حاز الفضائل كلها
وزكى فزكّى مهجة الصحراء
فإذا ادلهم عليك همٌ حالكٌ
وجثى عليك كصخرةٍ صماء
و إذا الخطوب تناهشتْكَ ولم تجدْ
راقٍ لها في الليلة الظلماء
فاسرجْ بحبك للنبي معطرا
بشذي الصلاة قوافل الإسراء
واملأ جوانحك السلام لتنتعشْ
دوما بروضِ السيرة الغناء
طاب الجماد به فحنّ لفقده
أو ليس أولى معشر الأحياء

بسام اليافعي

ليست هناك تعليقات