يا لائمي في الهوى....أدهم النمريني.

يا لائمي في الهوى....أدهم النمريني.


يا لائمي في الهوى

يا لائِمي في الهــوى قد زدتَني تَعَبــا
مُذْ غابَ عنّي حبيبُ القلبِ وَاغْتَرَبـا
هَوّنْ على خــافقي الملتــــاع إنَّ بهِ
حبًّا إذا أنَّ فــاضَ الشّوقُ وَانْسَكَبـا
علـى مَرايــاهُ رعدٌ هَـزَّ أوردتي
وساقَ برقُ الهوى في مقلتي سُحُبــا
هَوّنْ على مهجتي فالوجدُ يحرقُها
لو جئتَ تضرمها فـي نَأيِهِ عَتَبــا
ما كنتُ أعشق لولا هَزّني وَرَمى
من مُقْلَتَيهِ سهامــًا بالحشـا وَسَبــا
دَعْ خافقي ينسج الأوجاعَ من دمهِ
لطالما سارَ فـي دربِ الأسى وَحَبــا
ألا تَراهُ يبيــتُ الليـلَ فــي وَجَعٍ
يَئِنّ إذ مـا رأى طَيْفـــًا لـهُ اقْتَرَبا
إذ نــامَتِ النّاسُ مـا كَلَّتْ مدامِعُهُ
فعاصِفُ الوجدِ قد زادَ الحَشـا لَهَبــا
فيسكبُ الشّعرَ من فَيْضٍ لِأَدمُعِهِ
ويضرمُ الحرفَ نارًا للجوى انتسبا
فكلُّ قـــافيةٍ يرتـــادُها ألمٌ
وكلُّ مُسْتَفْعِلُنْ مـن لَوْعَةٍ كَتَبــا
أوتادُها في رَحى الأنــّاتِ قد كُسِرَتْ
وَمَزَّقَتْ ولَوَتْ فـــي آههـا السَّبَبــا
فَاسْمَعْ أنينَ الحَشـا، فالشّعرُ يفضحُهُ
لو جئتَ تعذلُهُ ؛ كاسَ الجوى شَرِبــا
لو تسمع الآهَ فــي شطريهِ لامْتَلَأَتْ
عيناكَ دَمْعـًا فَرُحمــى بالّذي تَعِبــا

أدهم النمريني.

ليست هناك تعليقات