أسد نابلس....هيثم محمد النسور

أسد نابلس....هيثم محمد النسور

أسد نابلس..

▪️
يَـا ربُ لُــذْنَــا تَـحْــتَ ظِـــلِّ حِـمَـــاكَ
مَـا مِــنْ مُــغِــيـثٍ نَـرتَـجِـيـهِ سِـــوَاكَ
جَــارَ الْــيَـهُـودُ وَ أَفـسَــدوا أَوطَـانَـنَـا
يَـا قَـلـبُ صَـبـرًا لَــنْ يَـطـولَ عَـنَـــاكَ
فَـأسـتَـنـكَـرَ الْـفَـعـلَ الْـقَـبـيـحَ شَبَابُنَـا
هَــبُّــوا فَــهَـزوا الْـكَـونَ وَ الْأَفــلَاكَـــا
مِـن رَحــمِ نَـابِـلـسِ الْـجَـرِيحَةِ فَارِسٌ
مَــــا كَــــانَ دَجَّـــــالًا وَ لَا أَفَّــــاكَـــــا
لَا تَـحْـزَنَــنَّ فَــإِنَّ مَـن نَــسَـجَ الــرَّدَى
لَـكَ، لَـنْ يَـطـولَ لِـطَـرفِ شِسعِ حِذَاكَ
أَنـتَ الَّـذِي احتَـفَـتِ الْـمَـلَاَئِـكُ رَوْحَهُ
وَ أَضَـــاءَ أَفــلَاكَ الــسَّــمَـــاءِ سَــنَــاكَ
أَوفَــيـتَ بَـالْـعَــهــدِ الَّــذِي وَاثَـقــتَــهُ
فَــجُــزِيــتَ فِــيــمَــا قَـدَّمـتْـهُ يَــدَاكَ
لَـكـنْ قَـضَــاءَ اللـَّـهِ أَجـرَى حُــكْــمَـــهُ
فـغَـفَـتْ بِــطَــلــقَــةِ غَــادِرٍ عَــيــنَــاكَ
بُـورِكـتَ إِبـراهــيــمَ إِنَّــكَ لَـمْ تَـمُـتْ*
رَبُّ الْأَنَـــامِ إِلَــى الْـجِـــنَــانِ دَعَــــاكَ
فَـتَـهَـلَّـلــتْ لَـكَ يَـا شَــهِــيــدُ مَـلائِـكٌ
وَ اسـتَـبـشَـرَت مَـشـغُــوفَــةً بِـلُـقَـــاكَ
لَا تَبـتَـئِـسْ فَـقَـدِ اسْـتَـضَـافَكَ عَــادِلٌ
فِـي خِـيـرَةِ الْأَصـحَـابِ قَــد سَـــاوَاكَ
قُــدِّســتَ نَـابِـلْـسِـيُّ صِـرنَـا نَـرتَـجِـي
يَــومَ الـتَّــغَـابُــنِ نَــقــتَــدِي بِـلِــــوَاكَ
طُــوبَــــى لِأُمٍّ أَنـجَــبَـــتــكَ وَ وَالِــــدٍ
مِـن أَجـــلِ هَــذَا الْــيَــوْمَ قَــدْ رَبَّـــاكَ
أَكـــرِمْ بِــوالِـــدةٍ رَضَــعــتَ لُــبَــانَـهَـا
مِــن لَــبـــوَةٍ، أَشــبَــالُــهَــا تَــنــعَـــاكَ
كُــلُّ الَّـذِيـنَ خَـبِـرتُـهُـمْ وَ سَــأَلـتُـهُــمْ
مَـــا مَــــجَّـــدوا مِــنْ بَــاسِـــــلٍ إِلاَّكَ
شَــتَّــتَ شَـمـلَ الْـغَـادِريـنَ كَــقَـسـوَرٍ
مَـا غَـــادَرَ الْإِبــشَــاشُ فَـــرقَ ثَــنَــاكَ
وَ أَذَقـتَـهُـمْ كَــأْسَ الْـمَـنُـونِ وَ قَـيلُهُمْ
لَا يَـسـتَـطِـيـعُ مِـنْ الـرُّهَّـابِ حِــرَاكَــا
قَـارَعـتَ أَبـنَـاءَ الْــعَــوَاهِــرِ رَاسِــخًــا
لِـــفِــدَاءِ أَهـلِـكَ مَــا ادَّخَـرتَ قِــوَاكَــا
أَوَلَــمْ تَـكِــلَّ وَ مَــا تَـــزَالُ مُـقَــاوِمًـــا
فَـعَـسَـى يُـحَـقَّـقُ بِـالـثَّـبَـاتِ مُـنَـاكَـــا
قَــدْ قِـيـلَ أَنَّـكَ مِـثـلَ آسَــادِ الـشَّـرَى
فَـاحـمِـلْ عَـلَـيـهِـمْ عُـوفِـيَـتْ يُـمـنَـاكَ
لَـقَّـنـتَ مَـا مَـعنَـى الْـجِـهَـادَ حَـقِـيقَـةً
لِــيُـصَـانَ مِـنْ رِجْـسِ الْـبُـغَـاةِ حِـمَـاكَ
فَـرِحُـوا لِـقَـتـلِـكَ كَي يَـنَامُوا لَـيـلَـهُـمْ
فَـتَـهَـلَّـلُـوا إِذْ مَــا الـــتُّــرَابُ طَـواكَـــا
وَ بِـإِذنِ رَبِّـكَ لَــنْ يَـطُـولَ سُـكُـونُـهُـم
مَــا مِــنْ ضَـجِــيــعٍ بَـيـنَـنَـا يَـسْـــلَاكَ
سَـبَـقَـتـكَ فِي دَربِ الشَّهَادَةِ عُـصـبَـةٌ
وَ تَـتَـبَّـعُــوا صَــوبَ الْـفَـخَـارِ خُـطَـاكَ
أَفَـبَـعـدَ ذَاكَ الـلَّـيـثُ يُـولَـدُ ضَـيـغَـــمٌ
لِـنَـجِـيـبَــةٍ، فَـعَـسَـى يُـمَــاثِــلُ ذَاكَـــا
يَــا آلَ نَـابِـلــسِــيُّ صَــبــرًا، دَهـــرُنَــا
قـَطَـفَ الـزُّهُــورَ وَ غَــادَرَ الْأَشــوَاكَــا
مِــنِّــي الـتَّـحــيَّـة وَ الـسَّــلَام أَبُــثَّـهَـا
يَــا أَيَّـهَــا الْــقِــدِّيــسُ طَـــابَ ثَـــرَاكَ
طُـوبَى لِـمِـثـلِـكَ قَدْ شَرُفْتَ بِـحُـظْوَةٍ
أَهــدَاكَـــهَــا رَبُّ الــسَّـــمَــا مَـــــولَاكَ
فَـارقُـدْ بِـرِمـسِـكَ هَانِـئًـا لاتَـبــتَـئِــسْ
أَتــرَابُــكَ الْأَبــطَــالُ شَــالُــوا لِـــــوَاكَ
مَـا ضَـــرَّ مَــوتُــكَ يَـا سُـمَـيـدَعُ إِنَّـمَـا
وَجَـلـِي عَـلَـى جِـيـلٍ يَـسـيــرُ وَراكَـــا
وَ عَـجِـبـتُ، أُمُّــكَ أَطْلـقَـتْ زَغــرودةً
فَـظَـنَـنـتُ أَنَّ الْـعُـرسَ صَــــارَ رِثـاكَــا
يَـا أُمَّ إِبــرَاهِــيــمَ يَـا نَـبْــعَ الـصَّــفَـــا
لِـمُـصَـابِـكُــمْ وَردَ الْـجَـنَـائِـنِ شَــاكَـــا
تَــبًّـــا لِأَعــرَابِ الــنِّــفَــاقِ، إِمـامُـهُــمْ
أَرخَـى اللّـحَـى لِــيُـقـلِّـدَ الــنُّــسَّــاكَـــا
*ابراهيم: هو الشهيد إبراهيم علاء عزت النابلسي

هيثم محمد النسور

ليست هناك تعليقات