الراعي..... مصطفى.ق المراد
=الراعي=
شَريدُ الصُبحِ في ذَهَبِ الحُقولِ تَراهُ العَيْنُ ينثُرُ في الطُلولِ
وفي أفنائِها سَرَحَ القَطيعُ
بَديعُ الوَصْفِ ينشُرُ في السُهولِ
غَزا بِخِرافِهِ الأحياءَ فَجْراً
وسارَ الدَرْبُ مِنْ وَهَنِ الخُمولِ
وزادَ جَمالُ قريَتِنا بَهاءً
دَوامُ غُدُوِها وإلى الأُفولِ
وراعٍ قادَ مِنْ ظهرِ الحِمارِ
وكلبينِ الحِراسَةِ للدَليلِ
تناثَرَتِ الخِرافُ على تِلالٍ
كأحجارٍ وعِقْدٍ في ذُهولِ
فَطيمُ صِغارِها يلْهو بِقَفْزٍ
ظَريفُ الشكْلِ للطَلْعِ الجَميلِ
تَراميها إلى البطْحاءِ نَدٌّ
لأحلامِ البراءةِ في الطُفولِ
عَصافيرُ البيادِرِ في جُموعٍ
تَطيرُ إلى القطيعِ مِنْ الخَميلِ
غِلالُ الحَرْثِ قد أبقتْ بُذوراً
وفيهِ زادُها ما بالقَليلِ
وألحانٌ لِنايٍ قد تَهادتْ
إلى سَفْحِ الجِبالِ ومِنْ ظَليلِ
"يُؤيِّلُ" بالقَطيعِ إلى ظِلالٍ
ويَقْصُدُ نَبْعَ رَيٍ للغَليلِ
يُسانِدُ جِزْعَ دَهْرٍ في حياةٍ
فَتَلْقاهُ السعادةُ بالبَديلِ
ويُطْلِقُ تَمتَماتٍ في صَفيرٍ
تُحاكي الكَبْشَ في نُطْقٍ بَديلِ
جُيوشُ النمْلِ قد سَلَكتْ دُروباً
لِكَسْرَةِ خُبزِ في زَمَنِ المُحولِ
ويُمضي اليومَ في تَلٍ ووادٍ
كَذاكَ العُمرُ يَمْضي بالمَثيلِ
بأنْفاسِ الصَباحِ بِكُلِّ دَربٍ
إلى غَسَقِ النَهارِ مع الأصيلِ
ومَنْ تَرَكَ النَعيمَ إلى بَديلٍ
أضاعَ الخيْرَ في عَصْرٍ جَهولِ
إلى رَغَدِ الحياةِ قَصَدْتَ عيشاً
فَدارَ زَمانُ عَيْشِكَ للهَزيلِ
(بحر الوافر)
التعليقات على الموضوع