دراسة نقدية لقصيدة دعاة الحرب للشاعرأبومازن عبد الكافي .بقلم الناقد لأبو محمود

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

دراسة نقدية لقصيدة دعاة الحرب للشاعرأبومازن عبد الكافي .بقلم الناقد لأبو محمود

دراسة نقدية لقصيدة دعاة الحرب للشاعرأبومازن عبد الكافي .بقلم الناقد لأبو محمود

دراسة نقدية لقصيدة دعاة الحرب للشاعرأبومازن عبد الكافي .بقلم الناقد لأبو محمود

مع الدراسة الأدبية التي أمتعنا بها ناقدنا الفذ ، وأديبنا الأريب ، صاحب اليراع الماسي ، الخبير بمواطن الجمال ، والمبدع في تحليل القصائد الرائعة ، فطاب المنهل العذب وأحسنت البيان أستاذنا @أبومحمود ..

⚘⚘ القصيدة ⚘⚘
دُعَاةُ الحَرْبِ
يتَسَاءَلُ القَلبُ المَلِيءُ حَنَانَا
كيفَ استباحُوا الظلمَ والطغيَانَا
بلْ كيفَ في الأَرضِ الفَسَادُ مُرادُهُم
وبِشَرِّهِم قَد صَدَّعُوا أركَانَا
مَهْلًا دُعَاةَ الحَربِ إنَّ بِلادَكُم
حتمًا سَتَصلَى باللظَى نِيرَانا
تَبغُونَهَا عِوَجًا ليَعلُوَ شَأنُكُم
بدمَارِ بُلدَانٍ تَعِيشُ هَوَانَا
تتَشَدَّقُونَ وَتكْذِبونَ صَرَاحَةً
بحقوقِ إنسَانٍ تَضِيعُ عَيَانَا
الوَزنُ مُختَلٌ إذنْ ومُطَفَّفٌ
والكَيْلُ صَارَ بِكفِّكُمْ خُسْرَانا
يَا زَاكِمِينَ أُنُوفَ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالْ
قَصْفِ الَّذِي بِدُخَانِكُمْ أَعْيَانَا
يا ناشِرِين الرُّعبَ في نبضٍ عَلَا
بقُلُوبِ منْ رامُوا الحَيَاةَ أمَانَا
قَتْلٌ وَتَشٌرِيدٌ وَهَدْمٌ هَدَّنَا
كَمْ ضَاعَ طِفْلٌ بِالْفَلَا حَيْرَانَا
واللَاجِئُونَ خِيَامُهُمْ تَبْكِي أَسَىً
مَنْ مَاتَ تَحْتَ جَنَاحِهَا بَرْدَانَا
يَامَنْ تَجَبَّرْتُمْ وَدَمَّرْتُمْ كَفَى
حِقْدًا كَفَى ظُلْمًا كَفَى عُدْوَانَا
هَلَّا أَفَقْتُمْ مِنْ ضَلَالَةِ فكرِكُمْ
فالحَربُ تأكلُ من بَغَى نَشوَانَا
لَمْ يَبقَ مُلكٌ واسْتَقرَّ بدَولةٍ
في سَكْرةٍ قد فجَّرتْ بُركَانَا
كَيْفَ الْخَلاصُ مِنَ الدَّمَارِ بِعَالَمٍ
جَعَلَ الضَّعِيفَ ضَحِيَّةً وَمُهَانَا
كَيْفَ السَّبِيلُ لِنَيْلِ حَقٍ ضَائِعٍ
بِبُطُونِ أَسْمَاكٍ غَدَتْ حِيتَانَا
لَا يَحْصُلُ الأَمْنُ الْمُرَادُ بِأَرْضِنَا
إِنْ لَمْ نُرَسِّخْ في الْوَرَى إِيمَانَا
إِسْلَامُنَا يَدْعُو إلَى سِلْمٍ سَمَا
مَعَ مَنْ يُسَالِمُ نَحْفَظُ الْأَوْطَانَا
اللّهُ مِنْ عَلْيَائِهِ قَالَ : اجْنَحُوا
لِلسَّلْمِ إِنْ جَنَحَتْ إِلَيْهِ عِدَانَا
وَالْعَدْلُ كُلُّ الْعَدْلِ فِي قُرْآَنِنَا
فَإِنِ اسْتَجَبْنَا لِلْهُدَى أَحْيَانَا
واللهُ قَدْ بَعَثَ النَّبِيَّ مُتَمِّمًا
لمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ .. قَدْ أَعْلَانَا
صَلَّى الإلهُ عَلَى الْحَبيبِ مُحَمَّدٍ
مَنْ بِالْمَحَاسِنِ كُلِّهَا أَوْصَانَا
أبومازن عبد الكافي .
⚘⚘ الدراسة ⚘⚘
القصيدة من الكامل ،بليغة ،هادفة ،جمع الشاعر فيها بين الأسلوبين الخبريّ والإنشائيّ ،ليجعل القارىء يشاركه أفكاره ومشاعره ،وليثير ذهنه وانتباهه.
- وعبّر من خلال أسلوبه الإنشائيّ( الاستفهام والنداء والأمر) عن انفعالاته المختلفة ،وأظهر سخطه ونقمته على دعاة الحرب الذين يستهوون القتل ،وديدنهم الظلم والطغيان ،مستنكرا جرائمهم الهمجيّة الوحشيّة .
- ويذكر الشاعر المبدع الإسلام القائم على المحبّة والسلام ومكارم الأخلاق والعدالة والمساواة ،فيجد البون شاسعاً بينهما ،وكأنّه يجري موازنة بيننا نحن- المسلمين - وبينهم .
- ويهيب بأبناء الإسلام ويحثّهم على التمسّك بدينهم ، وترسيخ إيمانهم ،لنقوّي أوطاننا ونوطّد أركانها لتكون عصيّة على مجرمي الحروب .
- رغم أنّ القصيدة من النمط السردي إلّا أنّها حوت صوراً بيانيّة ومنها:(الوزن مختلٌّ ، خيامهم تبكي أسًى ،ضلالة فكركم ،الحرب تأكل من بغى ،سكرة قد فُجّرت بركانا ،الضعيف ضحيّة ، حيتان . . . . .الخ) وهي صور شرحت، ووضّحت المعنى، وأكّدته ،وردت لإقناع الآخرين بمعانيه تلك المعاني الواضحة التي لاغموض فيها ولا التباس ،وكي ينفّر المتلقّي من دعاة الحرب الذين لايضمرون سوى الشرّ للشعوب.
- ومن أساليبه الجميلة :
أسلوب الاستفهام: ( كيف استباحوا الظلم والطغيان ؟ )(كيف في الأرض الفساد مرادهم؟) فالشاعر يستنكر جرائمهم ،ويفضحهم ،ويكشف ما في نفوسهم من شرٍّ وفساد وطغيان .
( كيف الخلاص من الدمار بعالم جعل الضعيف ضحيّة ومهانا؟)وغرضه: التقرير ،وتمنّي الخلاص .
( كيف السبيل لنيل حقٍّ ضائع ببطون أسماك غدت حيتانا؟)فهو يحتقرهم ويأمل إعادة الحقّ الضائع .
- أسلوب النداء:( يا زاكمين أنوف أهل الأرض )( يا ناشرين الرعب)( يامن تجبّرتم ودمّرتم ) فالشاعر يوبّخهم ويُحقّرهم لما يقومون به من جرائم ضدّ البشريّة .
أسلوب أمر:( مهلاً دعاة الحرب إنّ بلادكم حتماً ستصلى باللظى نيرانا ) وغرض الشاعر : التهديد ،ويؤكّد لهم بأنّ بلادهم ستذوق الويل مثلما أذاقونا إيّاه وأكثر .
- التصريع في البيت الأوّل ،وتوازن الكلمات:(تجبّرتم، دمّرتم)(تتشدّقون، تكذبون) ،وتكرار كلمات:(كفى ،العدل)،وتكرار حرف السين في البيت السابع عشر ،والصيغ الاستقاقيّة( اجنحوا ،جنحت) ،وتكرار حروف المدّ ،وتناغم حروف الجهر والهمس ،كلّ ذلك ساعد على بناء إيقاع داخليّ ،وانسجام موسيقيّ بديع للأبيات .
- القافية المطلقة: منحت الشاعر مساحة إضافيّة للتعبير عن دفقاته الشعوريّة ،كما منحت القصيدة انسياباً وإيقاعاً متناغماً عذباً .
- القصيدة دلّت على شاعر مطبوع قدير، انساقت له اللغة العربيّة بكل طواعية ،ويسر ، كما دلّت على ثقافته الواسعة ( الإسلاميّة والتراثيّة والأدبيّة) ،أثار حماسنا ،وكرّهَنا بدعاة الحرب الذين لاضمير لديهم ولا إيمان عندهم، كما لايؤمنون بحقّ الشعوب في الحياة الحرّة الكريمة ،قاتلهم الله ،وبإسلامنا، بعون الله، سننتصر
عليهم ،ونستأصلهم .

الناقد ابو محمود

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان