أَولَادِي.....هيثم محمد النسور

أَولَادِي.....هيثم محمد النسور

أَولَادِي...

ذَرنِـي، فُـؤَادِي مِـن الْـحَسرَاتِ مَتبُولُ

مَـا مِنْ رِبَـاطٍ مَـعَ الْأَحـبَـابِ مَـوصُولُ


وَ الْـقَـلـبُ وَاهِي الْـعُـرَى يَنـتَـابُـهُ كَمَدٌ

عَـنِ الـصَّـبَـابَـةِ وَ الـلَّـوعَـاتِ مَـعـزُولُ


فَاسمَـعْ أَنِـيـنِي خَيَالِي لَستَ تُـبـصِـرُهُ

مِـنْ شِـدَّةِ الـسُّـقْـمِ، لِـلْأحْـزَانِ مَدلُولُ


فِـي الْقَلبِ حُزنٌ يَـدُكُّ الرَّاسِيَاتِ أَسَىً

كَـأَنَّـهُ فِـي الْـجَـوَى وَ الْـكَـربِ مَأهُولُ


إِنِّـى لَأَعـجَـبُ مِـن قَـلْـبِـي بِــهِ ظَــمَـأٌ

لِـلْـمَـاءِ يَـسـعَـى وَ فِــي آمَـاقِــهِ نِـيـلُ


يَـالَـلأَمَـانِـي لَـقَـدْ صَــارَتْ تُـعَـلِّـلُــنِـي

فَـذِكــرَيَـاتُ الـصِّـبَـا لِـلْـمَــرءِ تَـعـلِـيـلُ


فِـلْـذَاتُ أَكـبَـادِنَـا شَــطَّ الْـمَـزَارُ بِـهِــمْ

آهٍ مِـنَ الـدَّهــرِ كَــمْ فِـيـهِ الأَفـاعِـيــلُ


قَـدْ عِيلَ منّي اصطِبَارِي بَعدَ فُرقَتِهِـمْ

يَا لَـيتَ قَلْـبِـي بِغَيثِ الْمُزنِ مَـطـلُـولُ


فَـكَـمْ تَـمـنَّـيـتُ أَنْ أَحـظَى بِـوَصلِـهِـمُ

مَـا كُـلُّ مَـا يَـتَـمَـنَّـى الْـمَـرءُ مَـأمُــولُ


تَـقُـولُ : لِـي أُمُّـهُـمْ مِن حَـرِّ عَـبـرَتِـهَـا

لَـمَّـا تَـنَـاءَوا، عَـلامَ الْجِـسـمُ مَنحُولُ؟


فَـقُـلـتُ: فِـي الْـقَـلْـبِ وَجدٌ قَلَّ نَاظِرُهُ

شَـوقًـا لِـتَـسـنِـيـمَ، وَ الْـغَـيـداءُ بَـتُّولُ


إِنْ زَارَنِي طَيفُـهُنَّ يَجُولُ فِي حُـلُـمِـي

دَيـجُـورُ لَـيـلِـي أَضَـاءَتــهُ الْـقَـنَـادِيـلُ


مُـحَـمَّـدٌ يَـا مَـحَـلَّ الـنُّـورِ مِـن بَصَرِي 

مَـا عَـادَ لِـلـوَصـلِ يَا مَحبُوبُ تَـأجِـيلُ


مُـحَـمَّـدٌ يَـا أَنِـيـسِ الـرُّوحِ يَـا وَلَــدِي

أَمَـا لِـهَـذَا الـنَّـوَى وَ الْـهَـجـرِ تَـحـوِيـلُ


لِـمَـنْ تَـبَـارِيـكِي فِـي الْأَعـيَـادِ أَمنَحُهَا

أَيـنَ الـتَّـهَـانِـيَ بَـلْ أَيـنَ الـتَّــهَـالِــيـلُ


لَـهـفِـي عَـلَـيـكُـمْ غَدَاةَ الـبَـيـنُ فَرَّقَـنَا

قَلْـبِـي حَـبِـيـسٌ وَ بِـالْأَصـفَـادِ مَـغلُولُ


فِـي كُــلِّ زاوِيـةٍ ذِكــرَى تُــهَــيِّـجُـنـي

وَ الْجِسمُ مِن وَطأَةِ الْأَشوَاقِ مَسلُـولُ


(جَـنَـى) تَـبَـدَّى عَـلَـى وَجنَـاتِـهَـا قَـمَرٌ

كَـأَنَّـهَـا بَـيـنَ حُــورِ الْـعِـيْـنِ عَـطـبُـولُ


كَـظَبـيَـةِ الْـبِـيـدِ فِـي الْأَنـجَـادِ مَرتَعُهَا

مِـن عَـنـدَمٍ رِمشُهَا بِالْخَضبِ مَكحُولُ


وَ جِـيـدُهَـا مِـن لُـجَـيـنٍ جَـــلَّ بَـارِئُـهُ

كَـأَنَّـهُ فِـي شَـمِـيـمِ الـطِّـيـبِ مَغسُولُ


فَأَحصَنَتْ فِـي حِجـابِ السَّـتـرِ عِفَّتَهَا

وَ صَوتُـهَـا الْـعَـذبُ مَرخُومٌ وَ مَعسُولُ


يَـا ظَـاعِـنِـيـنَ فَـإنَّ الـصَّـبـرِ يَـتـبَعُكُمْ

أَلَـيـسَ مِـن طَـبـعِـكُـمْ لِـلــوِدِّ تَـنـوِيـلُ


مَـاذَا أُجِـيـبُ؟ فَـجِـيـرَانِـي تُسَـائِـلُنِي

عَـنـكُـمْ وَ مَـا شِـيـمَتِي إِفكٌ وَ تَدجِيلُ


فَـمُـنـذُ فَـارَقـتُـمُـونِـي مُـسْقَمٌ جَسَدِي

كَـأَنَـهُ مِـن رُمــوسِ الـلَّـحـدِ مَـنـسُـولُ


مَـهمَا ابتَعَدتُمْ فَفِي الْأَحشَاءِ مَسكَنُكُمْ

بَـيـنَ الـضُلُـوعِ لَـكُـمْ فِـيـهِـنَّ تَـفضِيلُ


فَـمَـا صَـبَـا بَـعـدَكُـمْ قَـلْـبِـي إِلَى أَحَـدٍ

كَـأَنَّـهُ عَـنْ جَـمِـيـعِ الْـخَـلـقِ مَـشـغُولُ


وَ كَـمْ تَـذكَّرتُ، وَ الْإِيِـنَـاسُ يَـجمَـعُـنَا

بِـمَـنـزِلٍ، فِـي جَـزِيلِ الْعَطفِ مَشمُولُ


إِنْ كَانَ إِسرَافُ قَـلْـبِـي فِي صَـبَابَتِكُمْ

وِزرًا، فَـعِـنـدِي ارتِـكَـابُ الْإِثـمِ مَقبُولُ


شُـلَّـتْ يَـدُ الـدَّهــرِ آذَانِـي تَـغَـطـرُسُـهُ

فَـغَـلَّ فِـي مُـهجَـتِـي وَصْـبٌ وَ تَنكِيلُ


يُـقَـاتِـلُ اللـَّـهُ مَـنْ نَــادَى بِـفُـرقَــتِــنَـا

يـا لَـيـتَـهُ فَـاقِــدٌ لِـلـعَــقــلِ مَـخـبُـولُ


هَـيـهَـاتَ يَـخْبُو غَلِيلُ الرُّوحِ مِنْ صَردٍ

أَوْ يُشْفَى مَيْتٌ عَلَى الْحَدبَاءِ مَحمُولُ


مِن أَينَ صَبرِي وَ قَد جُرِّعتُ مِن أَسَنٍ

كَـأَنَّــهُ فِـي سُـمُــومِ الـصِّـلِّ مَـجـبُـولُ


وَ حَـسـبِـيَ الـلَّـهُ لَـنْ أَشـكُـو إِلَى أَحَدٍ

فَـإِنَّ مَـا خَــطَّــتِ الْأَقــدَارُ مَـفــعُــولُ


دُنـيَـاكَ بِـالْــمَــالِ وَ الْأَبــنَـاءِ زِيـنَـتُـهَـا 

وَ مَـا لِــقَـولِ كِــتَـابِ الـلَّــهِ تَــبــديـلُ



▪️هيثم محمد النسور

ليست هناك تعليقات