خابيةُ الزَّيْتِ Prof-Jamal Ali Assadi

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

خابيةُ الزَّيْتِ Prof-Jamal Ali Assadi

   

عَدَّلَتْ جَلْسَتَها ثُمّ اسْتقامَتْ فَتَهيّأتْ. قلْتُ في نَفْسِي:


خابيةُ الزَّيْتِ

عَدَّلَتْ جَلْسَتَها
ثُمّ اسْتقامَتْ فَتَهيّأتْ.
قلْتُ في نَفْسِي:
"تبارَكْتَ ربّي وتَعالَيْت."
ثمّ نَظَرتْ إليّ فَحَدّقتْ
في جَوْفِ عَيْنَيّ،
وقَطّبَتْ جَبينَها
ثمّ نَحْوي انْحَنَتْ
وأمسَكتْ يدَيّ.
فزدّتُ:
"إِنَّهُ لا يذِلّ مَن والَيْت."
فحَرّكتْ شفَتَيْها
فتَمْتمَتْ
مِثْلَ إنسانٍ آليّ!
ثمّ صَمَتَتْ.
فردَّدْتُ: "وعافِنا في مَنْ عافَيْت."
فانْفجَرتْ بحُرْقةٍ:
بُنَيّ!
في الحالِ هَمَسْتُ:
"قِنِي شَرَّ ما قَضَيْت."
فتابَعَتْ:
إنّها خابِيَةُ الزّيْت،
بالطّبْعِ تعْرِفُها،
في قاعِ الْبَيْت،
حَيْثُ أحْفظُ الزّيْت،
لا يغُرَّنّك شَظَفُ
اللون
أَوْ كَلَفُ
الشَّكْل،
فيها تاريخُ الْبَيْت،
منَ الأصْل ِ
حتّى الفصْل،
منْذ جدّتك الأولى والجَدّ،
فيها انْصَبَّ عُصَارةُ الزّيْت
ممزوجًا مع عَرِقِ أَهْلِ البَيْت،
وكَرامةِ أَهْلِ البَيْت،
والجَهْدُ والجَدّ،
والمرَحُ والجَدّ،
والكَدْحُ والكدّ،
والدِّينُ والدَّيْن،
وكلْمُ الكِفاحِ،
وكَلِمُ الفلاحِ،
والفشلُ
وسِرُّ النّجاحِ،
والألمُ والأمَلُ،
والعِلمُ والعَمَلُ،
والحُبُّ والحَبّ،
والنّورُ والنَّار،
واللَّيْلُ والنَّهَار،
والسّراءُ وَالضَّرَّاء،
والنّعماءُ والبلاء،
والشّوكُ والشّوْق،
والماضِي والغَد.
ليْستْ بحاجةٍ إليّ بَعْد،
خابيَةُ الزِّيْت،
أعْنِي لسْتُ بحاجَةٍ إليها،
ليْتَكَ تَدْري يا ليْت،
فَقَدْ
شاخَتْ عينايَ،
وكلَّتْ يَدايَ،
وعدّا أيّاميَ أعدّ،
بأحجار البيت
وقَنَاني الزَّيْت.
ثُمَّ كالرّعد
زأرَ الصَّوْت:
خذْها بيَمينِكَ عنْ ظهْرِ قَلْب،
إِنْ تحْفظْها يحْفظْك الرَّبّ.
فانْزَلقَ مِنْ مُقْلَتَيّ
دمْعٌ على الخَدّ،
مِنْ قَلْبِ الْقَلْب،
أقْسَمْتُ بِنَبْرةٍ
لَها كَالسَّيْفِ حَدّ:
وَعْدٌ وعَهْد،
مِنْ قَبْلِ المَهْد،
حتّى بَعْدِ اللّحْد


Prof-Jamal Ali Assadi

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان