عُمْرانِ في جسدٍ واحد أحلام بن دريهم


 



عُمْرانِ في جسدٍ واحد


عُمْرٌ مِنَ التِّرْحالِ يُمْسِكُ بعْضهُ
بعْضا وحوْلي تستَمِرُّ الدّائِرَه
مازالَ قلْبي ضائِعا،، وجِلاً،، بتُهْمَةِ
شاعِرٍ شرخَ الزَّمانُ مشاعِرَه
سأجُرُّ هذا الوقْت مِنْ حبْلِ الصَّباحِ
كأيِّ أنثى ثمَّ أُمْسي شاعِرَه
ما الحُبُّ !؟ تَسأَلُني أَنايَ أجيبُها
ما الحبُّ إلَّا كأسُ نورٍ فاخِرَه
حتَّى يمُرَّ عليَّ صوفِيٌّ ويصْعَدَ
بي إلى أفُقِ التَّلاشي ساكِرَه
ما عمْرُكِ الآنَ؟ انْتظرْتُ هُنَيْهَةً
وأجبْتُ: شِعْرٌ ليْس يقْتُلُ شاعِرَه
لا عُمْرَ لي في ذاتِ شاعرَةٍ ولي
في كُلِّ أزمانِ القصائِدِ ذاكِرَه
والعمْرُ في لُغَةِ المشاعِرِ كِذبَةٌ!
فلَدى فُؤادي طِفْلةٌ في العاشِرَه!
مازالْتُ أَلْهو داخلي وأرى دُمايَ
أمامَ مِرآةِ القصيدةِ حاضِرَه،،،
مازلتُ مِلءَ هُدوئِي الأسْمى حَكيمًا
ليْسَ يبْرَحُ في الحياةِ دفاترَه
مازلتُ أُشْرِقُ مثْلَ نِسوانِ القُرى
وجَبينِيَ الوضَّاءُ شمْسٌ طاهِرَه
كفَّايَ تنْهمِلانِ فوْقَ بيادِرٍ
نشْوى بقمْحِ أُنوثَتي المُتَناثِرَه
وكأيِّ أُنْثى أيْقَظَتْ جَسَدَ الصَّباحِ
بِلَمْسَةِ الشَّدْوِ النَّدِيِّ العاطِرَه
لقَّنْتُ طينَ المُفرداتِ مشاعِري
فاحمَرَّ في لُغَتي ورودًا آسِرَه
هَذا مِزاجي أخضَرٌ وشِفاهِيَ
المائيَّةُ كالسَّاقِياتِ الهادِرَه
والشِّعْرُ ريفِيُّ السَّليقَةِ أسْمَرٌ
يَزْكو على شفَةِ المجازِ الماطِرَه
أنا لِي على وجْهِ الطَّبيعَةِ ملْمَحٌ
وتراهُ عيْنٌ في الجوارِحِ ساهِرَه
فالليلُ يخْلعُ بي سوادَ سمائِهِ
ويضُجُّ نورًا في الأمانيِ العابِرَه
شيَّدْتُ ممْلكَةً بصخْرِ تجَلُّدي
وكسَرْتُ مِرآةَ السَّرابِ الماكِرَه
ولِكُلِّ تبْريحٍ سِياطٌ داخِلي
فالصَّبْرُ جلَّادٌ ومِثلي صابِره
عَنْ أيِّ عُمْرٍ قدْ أُجيبُكِ فالحياةُ
قصيرةٌ ولقَدْ تطولُ مُكابِرَه!
أصْحو كَطِفْلٍ يشْتَهي الدُّنْيا وأَغْفو
كالعَجوزِ مُفَكِّرًا في الآخِرَه...

أحلام بن دريهم

ليست هناك تعليقات