قصيدة بعنوان ضنَّ الزَّمان ريحانة الشام : مريم كباش

 

ضنَّ الزَّمانُ , وحلمنا منهوبُ



قصيدة بعنوان ضنَّ الزَّمان


ضنَّ الزَّمانُ , وحلمنا منهوبُ
والقلبُ في حبل النّوى مصلوبُ
تلهو بنا الآمال لا تُبدي الوفا
إنَّ التَّشبثَ بالسَّرابِ كذوبُ
في قلبيَ المجروحِ ألفُ حكايةٍ
ولدائه لا ينفعُ التَّطبيبُ
ياويحَ نفسي كيف أجرعُ غصَّتي ؟
والوجدُ في عمق الفؤاد نحيبُ
أين الذي قد كان يسقي خافقي ؟
شهدَ اللِّقا وبه الحديثُ يطيبُ
غرَّبتني والبين أثقل مهجتي
وأرى فؤادي في البعاد يذوبُ
كم أشتهي للأمس يجمع بيننا
والودُّ ريَّانُ الهنا مصبوبُ
رفع الهوى كفَّ النّوى يسقي الجوى
يُبلي القِوى إنَّ الدوا معطوبُ
كم كان صبري حين لجَّ به الأسى
صبرَ الفؤادِ .. صبرتَ يا أيُّوبُ
لك بين قلبي والحنايا منزلٌ
مابين أوردتي هنا منصوبُ
تأتي بيَ الآمالُ صبحاً نحوكم
ويعود بي نحو الديار غروبُ
في داخلي بعضُ الغموض وإنَّني
بين الحنين وأدمعي مكروبُ
قلبي ولا تثريب يا أهل الهوى
كَلِفٌ بخلٍّ اسمهُ المحبوبُ
مَنْ مبلغُ العشَّاقِ عن سرِّ الهوى ؟
كالسَّهم يأتي للفؤاد يُصيبُ
سامحتُ قلبك حين بدَّلَ عزفهُ
وخسرتُ أشعاراً إليك تؤوبُ
يا أيُّها المزروعُ فوق حُشاشتي
رغم ابتعادك أنتَ .. أنتَ قريبُ
ورهين أمرك إنْ حكمت بما تشا
فالقلبُ في شرع الهوى مغلوبُ
خلفَ القصيد مشاعرٌ أَنَّتْ بهِ
دمعاتُ عيني في الحروف تجوبُ
كالطِّفل قلبي قد غدا مُتَحيِّراً
مُتَسائلاً : كيف الرَّجاء يخيبُ ؟
أينَ الأماني , والوعود تزفُّها ؟
أحلام عمري في الهباء تغيبُ
ماكان ذنبي حين غرغر خافقي
بل ذنب قلبك بالبعاد يُصيبُ
وتركتني رسماً على رمل النَّوى
والرُّوح تغلي والفؤاد كئيبُ
فكري المُشتَّت في غيابك لم يزلْ
مابين أبواب السّؤال يلوبُ
هذا الذي في الصَّدر مجبولٌ على
حفظ الوداد بشرعه مطلوبُ
لكَ مايزيد العمر فيك تودّداً
والشَّوق زهرٌ , والصَّفاءُ طيوبُ
وبقيتُ وحدي والقصيدةُ والرُّؤى
وطيوفُ ماضٍ , والفؤادُ غريبُ

ريحانة الشام : مريم كباش

ليست هناك تعليقات