زارني طيفاً ....زهير ابن سكران المشهداني

 

أين منّي  غادة في حسنها


زارني طيفاً


أين منّي غادة في حسنها
قد سبت قلبي بجفنٍ مُنَعسِ
برموش الجّفنِ سهمٌ يقتفي
كلَّ صبٍّ في هواه مفلسِ
قد سباني الخمر في ذاك اللمى
هيت لي منهُ كؤوسا احتسي
وبياض الخدِّ قد جالت به
وردةٌ تزهو بلون النّرجسي
وأتاني طيفها في ليلةٍ
ليتها كالطيف تأتي غلسي
قد سما في الجيد وكرٌ شامخٌ
فيه صقرٌ من زمانٍِ مُحبسي
ذاب قلبي حين ناخت صدرها
قد تدلّى قاتل في مجلسي
همتُ فيها حين مالت خصرها
يا له من ناحلٍ مفترسِ
قلتُ رحماك فإنّي هائمٌ
قلب قيسٍ في ضلوعي فأنسي
خيل نبضي في عروقي حمْحَمَتْ
واعتلى قلبي لصهوِ الفرسِ
فتهاوت فوق صدري تشتكي
لهفةً في قلبها ..قلتُ أهمسِي
ياحنانا فاض من أنفاسها
اسكرتني بضعةً من أكؤوسِ
طال ليلٌ لم نعي ماذا جرى
غير كنّا من خمورٍ نحتسي
وعلاماتٌ بصدري قد بدت
فعلُ من كان بليلي يكتسي
يا رعاكِ الله يا من زرتنا
ثُبتِ في صبِّ بطيفٍ مؤنسِ

زهير ابن سكران المشهداني

ليست هناك تعليقات