سير أعلام الأمة : والصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف

 


سير أعلام الأمة : والصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف ..

هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب .. إلى نزاربن معد بن عدنان .
ولد في مكة بعد عام الفيل بعشر سنوات ( ٤٣ قبل الهجرة ) كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو وقيل عبد الكعبة ، فسمّاه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن .
هو أحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة ، ومن السابقين الأوليين إلى الإسلام وأحد الثمانية الذين سبقوا للإسلام ، أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليختاروا الخليفة من بعده .
ومما يُروى في إسلامه مقابلته لعسكلان بن عواكي الحَميري ، الذي كان يبشّر ببعثة النبيّ . قال عبد الرحمن رضي الله عنه : وكنت إذا قدمت نزلت عليه ، فلا يزال يسألني عن مكة وأحوالها ، وهل ظهر مَن خالف دينهم ؟ حتى قدِمتُ القَدْمة التي بُعث فيها النبيّ وأنا غائب عنها ، فنزلت عليه فقعد وقد شدّ عصابة على عينيه ، فقال لي : انتسب يا أخا قريش ، فانتسبت إلى أن وصلت إلى عبد الحارث بن زهرة ، قال حسبك : ألا أبشرك ببشارة وهي خير لك من التجارة؟ قلت : بلى ، قال : اتيتك بالمعجزة وأبشرك بالمرغبة ، إن الله قد بعث من قومك نبيًّا ارتضاه صفيّا ، وأنزل عليه كتابًا وفيّا ، ينهى عن الأصنام ، ويأمر بالإسلام بأمر الحقّ ويجعله ، وينهى عن الباطل ويبطله ، وهو من بني هاشم ، وإن قومك لأخواله ، آزرْه وصدْقه واحملْ إليه هذه الأبيات :
أشهدُ بالله ذي المعالم وفالق الليل والصباح
إنك في السرّ من قريش وابن المفدّى مِن الذّباح
أُرسلْتَ تدعو إلى يقين ترشد للحقّ والفلاح
أشهد بالله ربّ موسى إنك أُرسلْتَ بالبطاح
فكن شفيعي إلى مليك يدعو البرايا إلى الصلاح ..
فقدمتُ فلقيتُ أبا بكر ، وكان لي خليطًا ، فأخبرته الخبر ، فقال لي : هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله إلى خلقه رسولًا فأتِهِ ، فأتيته وهو في بيت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، فأخبرتُه ، فقال : أمَا إن أخا حمير من خواصّ المؤمنين ، ورُبّ مؤمن بي ولم يرني ، ومصدق بي وما شهدني ، أؤلئك إخواني حقّا ..
هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى ، ثم هاجر إلى المدينة المنورة ، آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع .
اختار عبد الرحمن بن عوف ومن آمن معه طريق الإيمان ، ووطّنوا أنفسَهم على حمل رسالته والدفاع عنه ، وقطعوا على أنفسهم العهد بأن يقفوا بجانب الإسلام ، وأن يتحمّلوا المسؤولية كاملة نتيجة هذا الاختيار ، وذلك لأن الرجولة تقتضي ذلك الأمر ..
شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي .
شهد عزوة بدر ، وأحدًا ، والخندق ، وبيعة الرضوان ، وأرسله النبيّ صلى الله عليه وسلم على سرية إلى دومة الجندل ، وصلى النبيّ الكريم وراءه في غزوة تبوك ..
عن أمّ سلَمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه : إن الذي يحنو عليكم بعدي لهو الصادق البارّ ، اللهم اسقِ عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنّة ..
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشيره ، وقال عنه وعن الستة الذين اختارهم : ( هم الذين توفي الرسول وهو عنهم راض ) .
كان تاجرًا ثريًّا ، وكان كريمًا ، حيث تصدّق في زمن النبيّ بنصف ماله ، ثم تصدّق بأربعين ألفًا ، واشترى خمس مائة فرس للجهاد ، ثم اشترى خمس مائة راحلة . ولما حضرته الوفاة أوصى لكلّ امرأة من أمهات المؤمنين بمبلغ كبير إذ قسم بينهنّ شيئًا باعه بأربعين ألفًا ، وأوصى لهنّ بحديقة بيعت بأربعة ألف ، كما أوصى لهن بألف فرس ..
روى البخاري : بأنه أوصى بأربعة مائة دينار لكلّ من بقي حيّا ممن شهد بدرًا ، وأعتق بعض مماليكه . وكان ميراثه مالًا كثيرًا ..
صفاته الخَلْقية : كان رضي الله عنه كما وصفته زوجته أبيضَ أعينَ ، أهدب الأشفار ، له جُمّة أسفل من أذنيه ، أعْنَقَ ، ضخم الكتفين . وقال الواقدي : كان عبد الرحمن بن عوف رجلًا طويلًا ، حسن الوجه ، أبيضَ مُشربًا بحمرة . ويقول ابن إسحق : كان ساقط الثنتين ، أهتم ، أعسر ، أعرج . أصيب يوم أحد فهُتِم ، وجرح عشرين جرحًا بعضها في رجله فعَرَج .
يروى أنه كان في الجاهلية يحرّم الخمرة .
وفاته : توفي رضي الله عنه سنة ٢٣ للهجرة ، وصلى عليه عثمان بن عفان ، وسار في جنازته سعد بن أبي وقاص ، ودفن بالبقيع عن ٧٥ سنة. رضي الله عنه وأرضاه .
الأهتم : من انكسرت أسنانه مَقدَمَ فمه من أصوله

أ. رجاء احمد

ليست هناك تعليقات