لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

يا ويح قلبي

يا ويــحَ قََــــلـبــي أمَـا لـلـحـقِّ إخــوانُ

تــيــــهٌ حَـيـاتـي وَتَـفـريطٌ وَشَـــنـــــآنُ

يـا صحبُ مـهلًا بِـمَن ضـاقت مذاهِـبُـهُ

فُـؤادُهُ مـن ضَـريــعِ الرّجـسِ شـبـعــانُ

يـا لائــمَ الـنّــاسِ صَـبـرًا نــابَـني ضَـرَرٌ

قَــلــبي مِـنَ الــذنـبِ والـويـلاتِ مَـلآنُ

طَـورًا تــرانـِـيَ فـي هـمٍّ وَفــي نَـــكَــدٍ

ومـــرّةً جـــاءنـــي سَـــعـــدٌ ومـــزدانُ

تـلـومُ حـَمـلاً لَـهــا والموتُ مُــستَـطَــرٌ

الــذئـبُ يَــرعــاهُ لـلأهــلــيـن حــنّــانُ

النّـاسُ تـنـسى رؤوسَ الظُّـلمِ مـنـفَـعةً

يُـلـقى لَـهـا في ضـلوع العـدلِ أسـنـانُ

إحـذرْ زمـانًـا قَـدِ ازدانَــت مـــرابـعُـــهُ

في كلِّ سـوسَـنـةٍ أفـعـى وشـيـطـــانُ

يُــجَــلُّ كــلُّ أثـيــمٍ حــاسـدٍ نَـــجِــسٍ

أســتـاذهُ الــلـؤمُ لـلإِفســـادِ عُــنـــوانُ

مـا غَــرّنـي ذو يَدٍ يَـرقـى بِـمَـفـسَــدةٍ

أو كًــاذبٌ نـــاعِــمٌ لـلـخِــــلِّ خَـــوّانُ

أَلـيـسَ يُـفــنَــونَ والأسـيـافُ مُـغمَدَةٌ

وإن لَهُم مُصْطفَى مــجدٍ وتـيــــجـانُ؟

مـا استعمـرَ الأرضَ نفسٌ لا تغادِرُهـا

فـأيـنَ تـمـشي عـلى مَـهـلٍ وجَـذلانُ؟

أَيـنَ السلاطينُ من عـادٍ ومـا صنعوا؟

مـا دام بُـنــيانُـهُــم أو دامَ سـلـطــانُ

وأَيـنَ فِــرعَــونُ أَهــرامــاتُــــهُ أثَــــرٌ؟

وأَيــنَ كِــسـرى ونَــمـــرودٌ وغـسّــانُ؟

دانَت لِسُلطانهـم أَعتـى الرِقـابِ وقد

هـابَـتـهُـمُ الـجَـانُ أحـداثٌ وشـيـبـانُ

رَمَاهُمُ الدَهرُ في قـلـبِِ الوغى زُمَـرًا

فَـبـات روضَ الـعُـلا قـفـرٌ وكُــثـبـانُ

صروفُ دَهـرِكَ لا تَـأمـَنْ فَواجئَــهـــا

فَـلَيـس من خُـلقِـهــا كـشفٌ وإِعـلانُ

أَجدادُنـا كََـتـبَـوا عن كَـيـدهِا حـكَمًـا

فاحذرْ بَـهـا الدَهـرٍ إِنَّ الـدََّهــرَ الوانُ

لأصــبِـــرَنَّ عَــلـى الـلأْواءٍ محتَسِـبًا

وألـجُــمُ الــنَّفـسَ والأَيـَّــامُ مِـعـوانُ

وأَقـرِضُ الشِّـعـرَ في روضـاتـِهِ نَـهَـرٌ

تــمُــدُّ حَــرفِـيَ أزهـــارٌ وريــحـــانُ

وأَنـهَـلُ الـعـلمَ شَـهـدًا مِـن حَدائِـقِـهِ

كـأَنَّـني طالبٌ في الــشِّـعــرِ ولـهـانُ

جمال اسدي